ما سبب ولع الصفوة الماليزية بفكر مالك بن نبي؟!

TT

اتفق الي حد كبير مع ما ذهب اليه خالد القشطيني، في مقاله «لا ديمقراطية بدون رفاه»، المنشور بتاريخ 31 يوليو (تموز) 2004، من أن «الحرية لا تضمن الرفاه ولكن الرفاه يضمن الحرية». إذ أن الاصلاح الاقتصادى والاجتماعي يفضي دوما الى الاصلاح السياسي. فالحكومات دوما تكون انعكاسا للثقافة الشعبية السائدة «كيفما تكونوا يولي عليكم»، والحضارة تصنعها الأقلية الواعية. واذا اخذنا ماليزيا كمثال، نجد انها دولة اسلامية حظيت بعقول مفكرة، هندست وحققت في خلال عقدين فقط، طفرة اقتصادية قفزت بالناتج القومي من 27 مليار دولار في عام 1982 الي 95 مليار دولار في عام 2002 ، وجعلتها احد النمور الآسيوية. ولعل هذا يفسر لنا اتجاه ماليزيا نحو الإصلاح الشوروي، ويوضح سبب ولع صفوة الماليزيين بفكر مالك بن نبي، آخر فيلسوف انجبته هذه الأمة. واحب ان اقول هنا، ان الطليعة المثقفة للمسلمين بالدول الغربية، تقرأ لبن نبي عبر ترجمات الى اللغة الانجليزية تمت بماليزيا. ومن المحزن انك من النادر ان تري كتب مالك بن نبي تتداول في الوطن العربي، وأغلب الظن، انك اذا سألت بائع كتب عنه، سوف يقول لك إنه لا يدري من هو. أيضا، وبالرغم من انه قسي، فقد اصاب القشطيني كبد الحقيقة، عندما قال: «ألتقي في لندن بالكثير من اغنيائنا العرب، فأعجب انهم يتصرفون تصرف الشحاذين. وألتقي بالكثير من العمال العاطلين الانجليز، فأجدهم يتصرفون تصرف الامراء». ولوصف السبب الرئيسي لذهاب ريح المسلمين وهي الحالة الذهنية للهزيمة الثقافية (cultural defeat التي كناها ابن خلدون بولع المغلوب بتقليد الغالب)، ابتكر مالك بن نبي عبارة القابلية للاستعمار colonisibility ليوضح لنا انه ينبغي علينا ان نكف عن عيب زماننا فما لزماننا عيب سوانا.