خلافة إسلامية من لندن.. ولم لا.. ولكن..!

TT

قرأت مقال مشاري الذايدي في العدد 9387 بتاريخ 10 أغسطس (آب) الحالي بعنوان «الخلافة الاسلامية من لندن»، وللكاتب أقول: ربّما يجود الزّمان فى المستقبل بخلافة إسلاميّة مختلفة في المعنى وفي المضمون عن ما يقدّمه الخطاب الإسلامي المعاصر. خلافة ترتكز على فقه الواقع، وعلى نشر السلام والعدل والحريّة والمحبّة والديمقراطيّة بين البشر. لأنّ ما نراه ونعايشه اليوم، هو أسلمة مسيّسة للإسلام جرت فى الحقب الماضية، وأضيف عليها فى الحاضر، وكان من نتائجها ظهور المذاهب المختلفة، وتفرّق الملل والجماعات. إنّ مشاكل المسلمين القديمة والجديدة لم تكن ناتجة عن مضمون النص الإلهى، ولا تكمن فى مجمل الرّسالة والأساسات. بل هي نتاج وحصيلة لغرس بذور متعاقبة من الإجتهادات والإضافات، تجذّرت وتراكمت، وألبست ثوباً مقدّساً آمن به البعض من البشر وتماهوا فيه. ونظر إليه على أنّه من الثوابت والمستمسكات التى يؤثم تاركها، ويجرّم من يتعرّض لها بالفحص أو النّقد أو الشك. لو ترك أصل الإسلام كما هو، لما كان هنالك خوارج، ولا فصيل من الشيعة، ولا جماعة من السنّة. بعض يسمّى أهل الرأي وآخر من أهل الحديث. لو لم يحصل ذلك التقنين، وهذا التشدّد للتدليل على صحّة إجتهاد وتصويب فكر بشرى، وتمييل لرؤى فرقة على أخرى، لما كانت هناك مذاهب شتّى، وتكفير أمم أخرى، وما تعذّالتأقلم مع الوقت، والتخلّف فى الفكر، وفى المنجزات، ولما حصل تباعد وعدم توافق مع الآخر، وربّما لم يكن هناك تطرّف ولا إرهاب منسوب الى الإسلام.

نعم لا يستبعد أن تقوم قيامة إسلام يعمّر الأرض، ويضيف الى الحياة، ويآخي ويقرّب بين البشر.

ينمو فى بيئة مواتية، بمواصفات جديدة ملائمة للإنسان، ومتوافقة مع الوقت ومع الواقع.