مساعدو الصدر ليسوا نموذجا للعراقيين

TT

تعقيبا على مقال عدنان حسين «عراق القومجية والأصوليين المتعصبين»، المنشور بتاريخ 25 اغسطس (آب) الحالي، اقول انه لا يوجد عاقل على وجه هذه الأرض إلا وانتقد، بل وهاجم التصريحات التي يطلقها مساعدو الصدر بين الفينة والأخرى، وهم يهددون بحرق آبار النفط الجنوبية والشمالية، مصدر قوت العراقيين الوحيد. ولكن في نفس الوقت، لا يجوز للكاتب أن يتخذ من أولئك النفر أمثولة للعرب، فالعراقيون العرب من الموصل شمالا إلى البصرة جنوبا، لا يرضون بمثل تلك الأفعال المشينة، التي لا تعبّر سوى عن فشل وحقد ورغبة كامنة في التخريب. أنا مواطن عراقي من مدينة الموصل، وكما يعرف عدنان حسين، فإن هذه المدينة المتمثلة بمحافظة نينوى، أقدم مدن وعواصم الأرض، هي مدينة عربية يعيش مع سكانها العرب بمحبة ووئام وسلام وانسجام الأكراد والتركمان وقوميات أخرى، مثل الشبك، وهؤلاء مسلمون، إضافة إلى المسيحيين من عرب وآشوريين وكلدان وأرمن، ناهيك من اليزيديين الذين لهم معتقداتهم الخاصة. ولم يحدث قط أن قال الأكراد مثلا عن العرب في هذه المدينة إنهم مجرمون ومخربون، ولم يحدث العكس، والأمر ينطبق على القوميات والإثنيات الأخرى، وأعتقد أن الأمر في كركوك لا يختلف عن الموصل في شيء. أنا عربي ولي ولعائلتي علاقات عائلية طيبة وقديمة مع عوائل كردية، تمتد من العراق وحتى أوروبا، لا سيما ألمانيا. ولا نزال نتعامل مع بعضنا بمحبة وانسجام وتعاون، ولم ولن تغيّرنا الظروف التي مرّ ويمرّ بها العراق.