بعيدا عن السياسة.. الإسلام نظام اجتماعي أيضا

TT

اجتهاد ثريا الشهري كما برز في مقالها «تصدياً للتدليس.. هذا هو معنى الحكم»، المنشور بتاريخ 25 اغسطس (آب) الحالي، اجتهاد مقنع، ومحاولة فكرية لاشعال المصابيح التي أطفأها الجهل المؤسس منذ مئات القرون، وتأكيد على أن الإسلام لم يأت بنظام سياسي للسلطة وأدواتها وطريقة إدارة أمور الدولة، وحل مشاكل المجتمع التي تختلف من جيل إلى آخر وحسب، بل أتى بنظام أخلاقي اجتماعي، والدليل على ذلك أن موضوعات اجتماعية، كالطلاق ومعاملة النساء واليتامى والميراث، أخذت حيزاً كبيراً وأحياناً بشكل يدخل في أدق التفاصيل. لنأخذ مثلاً، موضوع الطلاق، فله فقط في سورة البقرة عدة صفحات من الآية 225 ـ 241. ولنأخذ مثلاً، موضوع الميراث، فله أيضاً، حيز كبير، بل هو نظام متكامل بأدق التفاصيل احتل في سورة النساء صفحة كاملة. وإذا أخذنا في المقابل، سورة الشورى، فلا يوجد فيها أي نظام حول هذا الموضوع المهم جداً، بل فقط ثلاث كلمات: وأمرهم شورى بينهم. إن مصيبتنا نحن العرب تكمن في تسييس الإسلام بلا حق، وخلطنا للمفاهيم هو الذي أوصلنا إلى حالة الوهن والتردي التي نعيشها. تجربة المجتمعات الأوروبية المريرة مع هذا الخلط أوصلتها إلى الاقتناع بفصل الدين عن السياسية، وارتاح الاوروبيون، وأراحوا، وصارت مجتمعاتهم تتألق من انتصار إلى انتصار، بينما نحن بالمقابل، ننتقل من تعثر إلى دمار.