كله عند المختطفين صابون

TT

تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «فرنسا حيث لا مكان للحياد»، المنشور في الأول من سبتمبر (ايلول) الحالي، اقول ان اختطاف الصحافيين الفرنسيين الذي جرى الاسبوع الماضي في العراق، دشن ما اصطلح على تسميته بـ«المقاومة العراقية»، عهدا وفضيلة جدية، هي فضيلة خطف الحلفاء الاصدقاء. فبما ان هناك شحا وعدم قدرة في الوصول الى كثير من الاعداء، فلا بأس من خطف الاصدقاء والحلفاء. ثم انهم جميعا لهم نفس الملامح والسحن والشعر الاشقر، لا فرق في ذلك بين من جيَّش جيوشه علينا، وقصف مدننا، مثل اميركا وبريطانيا، ومن يعادينا ويهاجم الإسلام والحضارة الاسلامية، بمناسبة وبغير مناسبة، بين هؤلاء وبين فرنسا التي عارضت، ومنذ البداية، المشروع الأميركي والحرب على العراق، وحشدت كل ثقلها في الأمم المتحدة لعرقلة صدور قرارت من مجلس الأمن لتبرير الحرب على العراق، وكونت جبهة مع المانيا وروسيا والصين، ودخلت لأول مرة في خلاف استراتيجي وشعبي مع الولايات المتحدة وتعرضت لهجوم وسخرية الصحف الاميركية ، واتهام الأميركيين لها بنكران الجميل في النورماندي. ثم ان فرنسا لها مواقفها المعتدلة من قضايا العالم الاسلامي والقضية الفلسطنية.

ان الكثيرين في الغرب يحارون في تفسير الافعال القادمة من العالم العربي، واعتقد ان لهم الحق في ان يحاروا، وفي ان يسيئوا فهمنا وفهم حضارتنا. إذ لا يوجد اكثر اساءة للإسلام، او لمسلمي فرنسا، اكثر مما فعل خاطفوا الفرنسيين، الذين يبدوا انهم تخلصوا من كل مشاكل العراق، فلم يبقى امامهم الا ان يعيملوا لحل مشاكل الآخرين.