هل نقاطع دواء لأن مكتشفه يهودي؟

TT

تعقيبا على مقال الكاتب عبد الرحمن الراشد «الحقيقة المؤلمة أن كل الإرهابيين مسلمون»، المنشور بتاريخ 4 سبتمبر ( ايلول) الحالي، اقول ان الإسلام والمسلمين يمرون بفترة عصيبة بدون شك. ولا يخفى على المتتبع للتاريخ، إن أي تغير إيجابي في حال أي شعب أو أمة، يبدأ من مراجعة نقدية وحقيقية للواقع. يمكننا أن نظل حتى قيام الساعة نتباكى على ما يحصل لنا، ونلوم الصهيونية، أو نبدأ بمواجهة الأسئلة الصعبة. أحد أهم هذه الأسئلة، هو أننا إذا سمحنا للأفراد كائنا ما كان وضعهم وعلمهم بتحديد مصائر الآخرين، نكون قد ألغينا بذلك آلافا من السنين، عبرها الإنسان لكي يسن القوانين التي تحمي الأفراد من الظلم، وخصوصا من لا يستطيع الدفاع عن نفسه كالأطفال.

نحن نتهم الغرب بالعنصرية وباستهداف الدين الإسلامي، وهو قد لا يكون بريئا من هذه التهم، ولكننا في أدبياتنا، ومنذ عقود، نسفه المجتمعات الغربية وديانتها، ونصفها بالفساد، ونتهمها بالانحلال الأخلاقي، ونرفض الاعتراف لها بأي اسهام حضاري ايجابي، رغم أننا في الواقع، نعالج أنفسنا بالأدوية التي انتجها (لفاسدون) ونلقح أطفالنا باللقاحات التي طورها (فاسدون)، ونعتمد على منتجات علمهم في كل أسباب حياتنا، بما ذلك وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت. هل تساءل أو بحث علماؤنا المسلمون، عن عدد اليهود الذين عملوا على تطوير الأدوية التي يستعملونها؟ وإذا اكتشفوا ذلك، فهل سيتوقفون عن تناولها لإنقاذ حياتهم؟ إننا نرفض تعميم الغرب الإرهاب على الإسلام، وهو لم يفعل ذلك، ومنذ عشرات السنين لا ننفك نصفه بالكفر. إننا بهذه التعميمات، نخسر المؤيدين لقضيتنا في كل المجتمعات، كما خسرنا هندوس الهند، والبوذيين، والمسيحيين وغيرهم في صراخنا الذي لا ينقطع، باعتبارنا الفرقة الناجية والممثلين الوحيدين للحقيقة.