ذاتنا تستحق الجلد.. فلم الاعتراض؟

TT

في مقاله «كيف ولماذا اختطفت أحداث سبتمبر الدين الإسلامي»، المنشور بتاريخ 14 سبتمبر (ايلول) الحالي، قدم الكاتب رضوان السيد جهدا علميا واضحا في قراءته ونقله للصورة من الغرب. ورغم أنني أقرأ العديد من المقالات، وأعجب بكثير منها، إلا إنني أفرد لمقال السيد مكانا في الذاكرة. فالمعلومات الغزيرة التي تضمنها تفرض نفسها على العقل الإنساني.

لا أجد مفرا من جلد الذات، فالعلاج يبدأ بتقبل نقد الذات، فهي الخطوة الأولى في أي إصلاح، وهو ما لم نفعله بعد.

عندما ينبري بعض الكتاب لتبرير الإرهاب على أساس وحشية الهجوم على الأمة وشموله لكافة الأصعدة، فإنهم بذلك انما يؤكدون ما يذهب إليه أعداء الأمة انفسهم من ان تديننا ليس حقيقيا. ومن جانبي اقول إن صاحب الدين الحقيقي دائما ما يحد جموح عنفه الرادع الأخلاقي، أي فطرة الإنسان السوي، وهذه المساحة يلتقي عليها بني الإنسان من دون استثناء. فمن المفهوم مثلا أن قتل الطفل، أو المرأة غير المقاتلة، أو الشيخ، بل أي مدني غير مقاتل حتى لو كان شابا، امر محرم ولا يوجد أي تبرير اخلاقي له. وعليه فكل عمل ينتمي لهذه الطائفة، حين يبرر بعدوان الآخر، إنما يعبر عن فكر متوحش. لا نريد لرد فعل المسلم أن يتساوى مع رد فعل اي كيان أو ملة أو عنصر على ظهر هذه الأرض، بل نريده أن يعكس صورة يطمع الأعداء في ان يكونوا عليها، ويؤسس كذلك، لدعوة واضحة للعالم بأن أتباع هذا الدين إنما هم أتباع دين حقيقي يحض على ما تتعارف عليه أنفسهم من سلامة الفطرة والرحمة. أما قتل الأبرياء، لتحقيق هدف سياسي، فلا يجوز، كما هو واضح من السياق الفطري والإسلامي معا. هنا اجدني في موقف مضاد لذلك المثقف الذي يروج للعنف على أساس «المظلومية العالمية».