من يستخف بعقلية الإنسان الإريتري؟

TT

نشرت جريدة «الشرق الأوسط» الغراء بتاريخ 12/1/2001 تصريح لأحمد حسن دحلي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في اريتريا يعلق على وثيقة نشرتها وزارة الخارجية الاثيوبية على حسب زعمه تحت عنوان «جدلية السلم والأمن لاثيوبيا ما بعد الحرب».

لي التعليق التالي على اقوال الكاتب:

1 ـ يقول ان اثيوبيا تسعى الى تقسيم اريتريا على أسس اثنية.

ـ أليس الجبهة الشعبية الحاكمة في أسمرة هي التنظيم الاريتري الوحيد الذي رفض ثنائية اللغة والهوية وقام بتقسيم البلاد الى تسع اثنيات لكل اثنية لغتها الخاصة، لهذا لا يمكن توجيه اللوم الى اثيوبيا اذا حاولت استغلال الانقسامات العرقية من اجل ترسيخ مصالحها في المنطقة، ثم ان المشكلة تكمن في الهيمنة السياسية والثقافية لقومية التغرانية، حيث تسيطر على 90% من الجهاز التنفيذي والاداري في البلاد، وتعترض على عودة قرابة المليون اريتري من السودان بحجة انهم يشكلون خطراً على التوازن الطائفي المقنن.

ان أي مجموعة عرقية او ثقافية لا تتمرد إلا اذا وقع عليها ظلم او اجحاف من قبل قوى مسيطرة على مقاليد الأمور، والذي يحدث من جانب النظام في اريتريا هو رفض ونفي الآخر المختلف ثقافياً ودينياً، لهذا علينا ان نتوقع تدخل الآخرين في شؤوننا طالما لم نقم بدورنا الوطني والانساني في اقرار العدل والحرية في مجتمعنا.

2 ـ يقول دحلي ان اثيوبيا تسعى الى تفكيك الهيمنة العسكرية الاحادية العنصر في السودان، وهو هنا يقصد الهيمنة العربية الاسلامية.

ـ نحن بدورنا نسأل دحلي، من هو الذي سخر كل امكانيات بلاده من اجل تفتيت وحدة السودان، وذلك من خلال جلب اكثر من ستة آلاف مقاتل من حركة جون قرنق محمولين جواً من أوغندا، هل هي اثيوبيا أم اريتريا؟

وننوه هنا بتصريح الصادق المهدي لجريدة «الشرق الأوسط» حيث يتهم النظام الاريتري بتنسيق مع جون قرنق والولايات المتحدة من أجل صياغة سودان جديد تفرض فيه الافريكان كبديل للثقافة العربية الاسلامية.

3 ـ قال دحلي ان اثيوبيا تنظر الى مصر كعدوها المستقبلي وذلك بسبب الخلاف حول استغلال مياه النيل.

نقول لدحلي ان مصر قادرة على الدفاع عن مصالحها في المنطقة وهي تعي ان التصريحات ذات الأهداف السياسية لن تدفعها الى اتخاذ قرارات متهورة مثل ما حدث مع النظام الاريتري عندما دخل في حروب عبثية لم يجن منها غير الخراب والدمار.

مصر دولة مؤسسات وبها مراكز دراسات متقدمة ولا تخضع امورها الاقليمية والدولية لمزاج رجل واحد كما هو الحال معكم.

وأخيراً نتمنى من احمد حسن دحلي ان لا يستخف بعقلية الانسان الاريتري وصانعي القرار في السودان ومصر.