الجامعة العربية والقدرة على العطاء

TT

ما زلت قادراً على العطاء.. هذا ما قاله السيد عصمت عبد المجيد حين سئل عن امكانية ترشيحه لدورة ثالثة للأمانة العامة للجامعة العربية والتي يصر السفير على تسميتها بجامعة الدول العربية كتعبير ـ قد يكون ـ واقعياً بحيث يعبر عن فشل هذه المؤسسة في احتواء الكثير من الخلافات العربية والتي غالباً ما تكون الجامعة منفعلة بها وليست فاعلة فيها. المهم ان السفير يحمل من الإرث السياسي ما يجعلنا نكن له الاحترام والتقدير ولكن ألا يعتقد معي ان في التغيير شيئاً من الحياة وان ضخ دماء جديدة وشابة يفترض ان في الجامعة العربية بعضاً منها ـ على الأقل ـ ممن دربوا على يد الأمين العام وغيره من الساسة المخضرمين، هؤلاء الشباب الذين حان الوقت لكي يحملوا الراية علهم يصلوا بهذه الأمة الى شط اكثر أماناً والى مرسى امواجه أقل تلاطماً.

ان في التغيير حياة بحيث يضيف القادمون لمساتهم على ما بدأه من سبقهم، دون ان يعني هذا أفول نجم من تنحى بحيث يبقى لأولئك القادة دور قد يكون اكثر أهمية من خلال نشاطاتهم الفكرية والسياسية والارشادية.

ألا تعتقدون معي يا سادتي ان جزءاً كبيراً من عظمة تشرشل وديغول وغيرهما من قادة الشمال من هذا العالم قد كان نابعاً من تنحيهم عن السلطة رغم انهم كانوا في قمة العطاء وأوج الانتصار، ولم العودة للماضي فها هي التجربة الأميركية ما تزال حاضرة بحيث أجبرت كلينتون على التخلي عن منصب يعتقد الكثيرون انه كان من الممكن ان يفوز به ومن جديد لولا ان المشرع الأميركي قد أدرك ومنذ زمن بعيد ان في التغيير حياة وفي الحياة تطوراً وفي التطور رفاهية الانسان ومراده.