لا اعرف لماذا يصر الكاتب غسان الإمام وللمرة الثانية، كما في مقاله «سلبية الغريزة السياسية العراقية»، المنشور بتاريخ 21 سبتمبر (ايلول) الحالي، على محاولة اثبات ان الطبيعة والتاريخ قد تركا بصماتهما على الانسان العراقي، فميزته بالقسوة وغلظة الطباع والانصياع الى حكم العنف والشدة فقط.
لا اعتقد ان الاستدلال بفترات تاريخية معينة او حوادث بعينها، هو الاسلوب الأمثل لتحليل صفات شعب، كتقطيع نوري السعيد، او سحل عبد الكريم قاسم، او حتى حكم صدام حسين لشعبه بالقسوة والشدة. فلم تكن مثل تلك الحوادث حكرأ على العراقيين فقط. فكثير من الحوادث المشابهة حدثت في ارجاء الوطن العربى، فلبنان، الشعب الرقيق المحب للحياة، تحول بعض ابنائه الى سفاحين وقتلة على الهوية خلال حربه الاهلية. كما لا يجوز ايضا استخدام عبارات تاريخية معينة قيلت في وقت معين، للحكم على الشعوب، كمقولة الحجاج بن يوسف الثقفي، أن اهل العراق أهل الشقاق والنفاق. فالإمام علي بن ابي طالب وصف اهل الشام بأنهم اهل الرياء والنفاق، فهل من الصواب الاحتكام الى تلك المقولات التاريخية في عصرنا الحالي.
اعتقد ان العبث بصفحات التاريخ ومقولاته هو اخر ما تحتاجه امتنا.