لو كان للأميركيات الخيار لما اخترن لنظام «الذمة المالية المنفصلة» بديلا

TT

تعقيباً علي ما ورد في «الشرق الأوسط» بتاريخ 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، من أن «الأزهر يرفض مشروع قانون للمساواة بين المرأة والرجل في الميراث» أقول: ان الإسلام يعمد الى حماية الحياة الأسرية عبر استخدام نظام ذكي smart system، القصد منه الحفاظ على الخلية الاولى للمجتمع، وذلك عبر إلقاء لكل اعباء الزواج المالية على كاهل الرجل; إذ انه اذا كان للزوجة دخل من عمل (لا يخل بالقيام بواجباتها تجاه اسرتها) فلها الحق الكامل في الاحتفاظ به لنفسها، بل للمرأه الغنية الحق في إعطاء زوجها من زكاتها ان كان من المحتاجين (بينما العكس لا يجوز). ولا يخفي على عاقل ان الحكمة من هذا هي التحفيز على استمرار الحياة الزوجية من خلال «كلبشة» الطرف (أي الرجل) ذا الاحتمال الأكبر لفضها. ولكي يتضح الحال بالمثال، أقول ان القانون يعطي النساء في أميركا الحقوق نفسها التي للرجل، ويفرض عليهن نفس الواجبات. لذا نجد انه اذا حدث طلاق واحتفظ الزوج بالأولاد، فعلي المرأة دفع نفقة شهرية للزوج، ويحق له سجنها ان لم تفعل، وحرمان ذوي القربي من الميراث. هذا فضلا عن ان القانون يعطي الزوجة، والزوج ايضا، الحق في اقتسام مالهما عند طلاق، مما يشجع الكثيرين على العزوف عن الزواج، ومن الشائع ان أوبرا وينفري، أشهر وأغني نساء أميركا، لا تود الزواج لأنها لا تريد ان تضع نفسها في موقف يجعلها تفقد نصف ثروتها بحدوث طلاق. صدقوني حينما أقول لكم انه لو كان للأميركيات الخيار، لما اخترن لنظام «الذمة المالية المنفصلة» بديلاً!