المقاومة لها الأولوية على الانتخابات الفلسطينية

TT

لو أعادت الكاتبة هدى الحسيني، قراءة ما كتبته في مقالتها «هل تصعيد حماس بسبب الانتخابات الفلسطينية؟»، المنــشـــور بــتــاريــخ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بطريقة فاحصة، لأدركت أنه احتوى على بعض التناقضات. لا شك أن حماس تسعى للمشاركة في الانتخابات البلدية، وهذا ليس بجديد حتى تصعد العمل العسكري الآن. فهي تدعو السلطة الفلسطينية الى تنظيم انتخابات منذ عام 1996، بينما استمرت السلطة في تأجيلها خشية الحضور الشعبي الكبير لحماس، الذي سيفرض نفسه في انتخابات كهذه.

وأستغرب كيف ترى هدى الحسيني، رغم كل القتل والتدمير والاغتيالات التي ينفذها الإسرائيليون والتي وصلت إلى عمق دمشق، أن حماس هي المسؤولة عن هذا التصعيد. لقد ذكرت الكاتبة أن شارون لن يعطي الفلسطينيين فرصة لكي يتغنوا بانتصار، كما فعل حزب الله، وهذا يعني بوضوح أن شارون يسعى لتدمير غزة والبنى التحتية للمقاومة قبل الانسحاب. ولا نرى أن أي تصعيد عسكري سيدعم العملية الانتخابية المرتقبة، إن بقيت هناك فرصة للحديث عنها الآن.

قبل الحملة الإسرائيلية الأخيرة، كانت الفصائل الفلسطينية ـ ومنها حماس ـ تشكو من ضعف إقبال الناس على التسجيل في قوائم الناخبين، ونظن أن الظروف الراهنة ستؤثر سلباً لا إيجاباً على موضوع التسجيل وحتى إجراء الانتخابات.

ومن يعرف حماس وفكرها، وأساس رصيدها الشعبي في فلسطين، يدرك تماماً أنها حريصة على استمرار العمل المقاوم ضد المحتل، ولو كان على حساب الانتخابات لأن المقاومة أولوية في هذه الظروف وليس العكس.