إلى خالد مشعل: فلسطين لن تتحرر بتدمير بابل

TT

قرأت مقال فهمي هويدي «هكذا تفكر حماس في المشهد الراهن»، المنشور بتاريخ 7 اكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وأقول: ليت الكاتب لم يلتق خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، وليته لم يتكلم.

عندما كنا نقول إن قيادة حماس لا تملك العقلية الإسلامية الواعية لم يكن أحد يصدقنا. هل هذا الذي ذكره مشعل، في النصف الأول من حديثه، هو تحليل للموقف، إنه كلام يردده أي (مواطن عادي) مع زملائه كل يوم؟ هل أصبحت القضية الفلسطينية مرتهنة بيد هذه التحاليل؟ هل لا يوجد في حماس من يستمع الى رأي آخر ويطور الموقف وفق المعطيات الدولية.

لقد بدأ مشعل حديثه بتجميد اموال المنظمات الخيرية، وهو تجميد شمل كل العمل الخيري في العالم الإسلامي. وطال العديد من الدول الفقيرة التي بعضها أكثر حاجة ممن هم داخل غزة والضفة. ومع ذلك تعامل قادة العمل الخيري الإسلامي بوعي ومن دون تشنج، كما فعل مشعل. ونجحوا في إعادة الماء الى شريان الحياة، ومن بينهم اللجان الخيرية الفلسطينية، التي عادت اليها التحويلات من جديد، ويمكن لخالد مشعل ان يسأل لجان الخير في نابلس عن المساعدات التي تصلهم من العالم العربي.

أما قول مشعل «إن واشنطن كان يمكن أن تذهب بعيدا لولا الانتكاسة التي واجهتها في العراق من جراء اشتداد المقاومة ضدها»، فهو كلام خطير، يحاول فيه مشعل مرة أخرى، ربط قضية العراق بفلسطين، كما فعل صدام حسين في السابق. وعادة يكون هذا الربط على حساب العراقيين من دون أن يستفيد الفلسطينيون شيئا. فخالد مشعل يقول إن الفوضى والدمار في العراق صب في مصلحة القضية الفلسطينية، وكلما زادت المقاومة العراقية كلما قلت الضغوط على الفلسطينيين، والسؤال لخالد مشعل: آلا يكفي ما حصل للعراقيين؟ وهل لديكم نبوءة لا نعلمها بأن تحرير فلسطين لا يتم إلا بتدمير بابل؟