وعي زائف وخطاب عربي شكلاني

TT

ما دام الجرح مفتوحا ومرشحا لمزيد من التقيح، دعنا إذن نكمل ما طرحتم في مقالكم الأخير «في شأن الذي جرى في طابا.. هذا ما أفرزه خطابنا العربي»، والمنشور بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بسؤال: ما الذي شكل الوعي الزائف للذهنية العربية وجعلها أسيرة النتائج والفرضيات الجاهزة، والتي تجنح الى تغليب فكرة المؤامرة؟ أزعم أن الوعي الجمعي كان على مدار تاريخنا الحديث، بحكم تكوينه، عجينة طيعة في أيدي الذين ضربوا على أوتار التحيزات المسبقة لهذا الوعي وحققوا نجاحات لا يمكن إنكارها. ولنا أن نتخيل مشهدا مسرحيا في لحظة فارقة، لمواطن عربي سمع لتوه بأنباء التفجيرات في منتجع طابا، هذه اللحظة التي عما قليل ستنتهي الى أحكام يتداخل فيها الديني بالقطري بالشخصي برؤيته للآخر، لنخلص في النهاية الى فرضيات زائفة عن الحدث. المسؤولية عن ذلك متشابكة بين سيادة مكون ثقافي زائف يحتفي بالشكلانية ويقف عند حدود تقديس كل ما هو تراثي من دون تجاوزه، سواء بالنقد أو الرفض الإيجابي. هذا المكون ساهم في تنميط أفكارنا وتشكيل فكرتنا المسبقة عن الآخر والمغاير. لم لا، وهذه النمطية تصدر عن ثقافة عمادها المنقول والمتواتر وليس المعقول والمنطقي.. وختاما لا أعفيكم ولا أعفي كل النخب الفكرية العربية من بعض المسؤولية.