مطرزات «نحوية» لياسر عرفات

TT

تعقيبا على مقال الكاتب مأمون فندي («نحو» عرفات)، المنشور بتاريخ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اقول: لو خلت كلمات الكاتب من قواعد اللغة وإعرابها، لكان مقبولا كمقال، ربما اراد به الكاتب اظهار براعته كرجل له اطلاع في هذا المجال. وسأعقب معه على هذا النحو ردا على «نحو عرفات»:

يريد فندي ان يقول لنا ان افعال عرفات كانت ممنوعة من الصرف على محللي لغة الضاد، ولكنه برأيي، لم يكن كبعض رؤساء الدول العربية بتصرفاته المتعدية. فحركات صدام حسين المفتوحة للانام، على سبيل المثال، كانت كلها مكسورة. وما بان بعدها من حركات مضمومة صعقت كل الضمائر المستترة التي كانت مبنية على السكون، لأنها اما كانت معروفة بأفعالها الناقصة، او اسماء نكرة نفعية باعت كل شيء، واختلط عليها واقع الحال والتمييز.

عرفات ذاع خبره منذ ان كان مبتدأ، ولم يكن يوما نكرة في الساحة. وبنضاله المستميت اصبح اسما موصولا وحرفا رابطا لكل المنظمات. وهو دليل على قوته وليس «علته»، فاستحق بذلك ان يكتب اسمه على صفحات التاريخ كواحد من العظماء. ولعل لسان حاله في قبره ان تسنى له ما يقرأ عما كتبه عنه البعض هذه الايام، يقول:

تذكروا شعبنا المظلوم في الضفة والقطاع وغزة وجنين. انتهى دوري وجاء دوركم. وجهوا خطاباتكم وانتقاداتكم الثورية الى اعدائه ـ وتذكروا وانتم ترشقونني بسهامكم، الشباب الفلسطيني وهو يستقبل الرصاص بصدوره العارية. كونوا لنا عونا يا اخوتي، من شعراء وكتاب وصحفيين وفنانين ـ ارسموا لنا لوحة جميلة، بأقلامكم وريشاتكم، وطرزوها بأحرف جميلة من عباراتكم وسموها «فلسطين».