حوارنا مع الآخر في أفلام «فيكشن» عربية

TT

مقال محيي الدين اللاذقاني، «مخبر أم متحمس»، المنشور بتاريخ 25 نوفمبر( تشرين الثاني) الحالي، مقال محيّر، ابتداء من عنوانه ثم شكر الكاتب «من القلب» للعبراني كما اطلق على اليهود والإسرائيليين في نهاية المقال، الذي يركز على نظرية المؤامرة، حيث يشكك الكاتب اكثر من مرة في نوايا «الحوار» مع الآخر.. من خارج فلسطين ـ اسرائيل. وقد ذكر عدة اسباب اهمها انه سوري، تحتل اسرائيل الجولان ولا «حوار على الجبهة الثقافية حتى التحرير». محاذير الكاتب واضحة ومعلنة ومعروفة، خاصة انه يقول ـ عن حق ـ برفض الحوار السري.. لكن لماذا لا يكون الحوار في العلن أمام كاميرات التلفزيون، والتي للكاتب علاقة بها، عربية كانت ام غير عربية، بأجندة واضحة ومحددة ؟

لكن ليقل لي بداية: ما علاقة حوار ما، ثقافي ام غير ثقافي، مع «عدو او صديق من معسكر الاعداء» بقضية تحرير الارض اولا ؟ هل كانت حوارات مانديلا وهو في سجنه (نعم في السجن) مشترطة اطلاق حريته اولا أو اعتذار «الاعداء» عن سجنه، او استقالاتهم السياسية ووضع مانديلا في الحكم ثم بدأ الحوار؟! الكاتب ينفي الجبن والغطرسة من ناحيته.. وأنا اوافقه، لكن بماذا نسمي موقف «الآخر» الطالب للحوار؟ تجسس كما قال، ام ساذج متحمس؟ ومتجسس على ماذا ؟ انجازاتنا العربية السرية ؟ خلافاتنا غير المعلنة ؟ هوياتنا القاتلة امام الكاميرات الخفية؟ اخيرا.. لماذا اعتقد الكاتب بأنه سيكون حوارا تسفيد منه اجهزة الاستخبارات العالمية. وحتى لو حدث هذا «الساينس فيكشن»، فما الضرر؟ بالله عليك!