الأعمال العدوانية ضد السودان.. هل هي تنطلق من قاعدة فضائية؟

TT

قرأت مقالا في صفحة الرأي للكاتب محمد العربي المساري في عدد الجمعة 2001/1/5 وهو مقال تحليلي لمشكلة جنوب السودان وادحض مقولة ان المغاربيين يجهلون مشاكل المشارقيين فكان المقال ردا بليغا لدعاة هذه المقولة.وعطفا على ما كتبه الكاتب عن هذه المشكلة لي الاضافات التالية:

اولا ـ نقلت اميركا اربعة الاف صبي من جنوب السودان الى داخل اميركا لترضعهم مزيدا من الفرقة وتزرعهم مستقبلا كنواة لانفصال الجنوب عن بقية اجزاء الوطن لأن كل المحاولات منذ عام 1947 التي قامت بها الدولة المستعمرة بريطانيا العظمى لم تجد فتيلا، بل ادخلت البلاد في حرب استنزاف بشري واقتصادي وعسكري حتى دخلت بعض الدول الاوروبية بدعاوى التبشير والتنصير وهو الستار الذي تعمل تحت مظلته بعض الدول الاسكندنافية وكذلك هولندا على ان تقوم اميركا بالدعم السياسي والمعنوي والاعلامي والعسكري مستغلة دول الجوار وحاجتها وكذلك قبل زعماء دول الجوار المهمة حتى لا تطالهم دعاوى اميركا بالديمقراطية وحقوق الانسان وكل تلك المصطلحات التي ما هي الا وسائل وادوات ابتزاز في حقيقتها وكذلك لدعم البارونة كوكس وهي تقوم على رأس منظمة التضامن المسيحي.

ثانيا: نقل اميركا لستة الاف متمرد من قوات جون قرنق من جنوب الوطن الى الحدود الشرقية للسودان وهي الحدود المشتركة مع اريتريا والسودان يعني النية المبيتة لاميركا لزعزعة الاستقرار في شمال السودان مثلما تعمل جاهدة في زعزعته في جنوب السودان. وبالطبع نسمع دائما من دولة جارة كإريتريا بانها غير مشتركة في مثل هذه الاعمال العدائية وبالطبع هذا الادعاء لن يصدقه الا مخبول! وإلا فمن اين تنطلق هذه القوات المتمردة؟ وهل يعقل انها تنطلق من قاعدة فضائية في الفضاء؟!.

ثالثا: زعيم معارض للنظام بقامة الصادق المهدي صرح بان اميركا تعادي السودان وتحاول جاهدة زعزعة استقراره وهذا التصريح ما هو الا اعتراف هذا الرمز الوطني بأنه قدّم الامر الوطني على الانتماء الحزبي ووضع خطا احمر بين وطنيته ومعارضته السياسية، زعيم ورمز كان بالامس يرى في اميركا قلعة للديمقراطية والمساندة لمن ينتهكها يصل لمرحلة ان تتكشف له نيات اميركا فيرى تبرئة ذمته امام التاريخ وامام امته واتباعه لان الامر جد خطير، وما كانت تسوقه اميركا له من مساندتها (وكذلك كل تجمع معارض) من اجل اعادة الديمقراطية ما هو الا شعار لنيات تخدم الهدف وهو مساندة جون قرنق الذي هو عضو في تجمع المعارضة للانفصال بالجنوب!.

رابعا: الادهى والامر ما نشرته مجموعة W.H.T.T وهي مجموعة كنسية زارت جنوب السودان للتحقق من الدعاوى التي تسوقها الحكومة الاميركية وهي بمثابة براءة للسودان شهد بها شاهد من اهلهم، ومن ضمن ما خلصت اليه هذه المجموعة انه لم تثبت لديها التهم الموجهة للسودان في مجال حقوق الانسان كعدم توفر التسامح الديني.

خامسا: دحضت المجموعة ما سبق ان ذكره شخصان زارا المناطق التي يحتلها المتمردون وحررا عبدين بمبلغ 500 دينار، وهذان الشخصان هما اعضاء في منظمة التضامن المسيحي، وكان تساؤل المجموعة كيف يتم تحرير عبيد في منطقة يحتلها التمرد في حين ان جميع ابناء الجنوب الفارين من اتون الحرب فروا الى الشمال فهل يعقل ان يفر المرء ليباع عبدا (كيف يفر هؤلاء الفارون الى تجار النخاسة في الشمال ان كان هذا الزعم يستند الى منطق العقل؟!!)