صبر لبنان طويل

TT

في مقاله الرمزي وقصتهِ الواقعية «تحرير السجين الجميل»، المنشور بتاريخ 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يحلقُ الكاتبُ احمد الربعي مثل روح مرهفةً فوق المقال. وليسمح لي الكاتب أن أفك، على عاتقي، بعض طلاسمَ المقال، مع الاعتراف الكامل له، بأن المعنى دائماً في قلبه الكبير. الطائر الصغير الجميل العاجز عن الخروج من سجنه أو المعجَّز، رغم كل محاولات الكاتب الصادقة لمساعدته، هو لبنان. وباب الحرية المفتوح على مصراعيه من دون شوائب، هو القرار الدولي 1559 . هذا القرار الذي جاء خلاصاً للبنان من واقعهِ الحالي المرير، إلا أن هناك الكثيرين من المستفيدين من سجن السجين ومن بقائهِ في وضعهِ التصادمي مع الجدران السميكة، إلى أبد الآبدين. حقيقة أن الحرية كما يقول الكاتب معادلة صعبةً، إلا أني أطمئنه بأن السجين سيتحرر وقواه لن تخور وقلبه الذي يحمل الرقة والحنان ويتحمَّلُ عظيم الآلام، يحمِلُ أيضاً التمردَ والعنفوان. إن لبنان الصبور، هو مزيج من نارِ ونور. الحرية معادلة صعبة ربما! لكن لمن لا يفهمها، إلا أنها في الحقيقة من أسهل المعادلات، لمن يحترمها.