تعقلوا قبل الزج بسورية .. واتعظوا من حالة العراق

TT

تعقيبا على مقال سمير عطا الله بعدد أول من أمس، أسأل الكاتب :هل تعي ما تقول؟ فسورية لم تنحز لجهة تمديد الاستحقاق الرئاسي للعماد لحود، والمجلس النيابي اللبناني هو صاحبُ الكلمة الأخيرة في ذلك، وزج اسم سورية له مدلولات أخرى. وأسباب مُبتدعة، تصاغ جملها وأحرفها وفواصلها خارج لبنان والمنطقة. وعملية شدّ الحبال بين هذا الخيار وذاك ليست آتية من سورية، ولا ممن تحصرون الولاء لسورية بهم، فكلّ شعب لبنان يقف مع سورية في تصديها القومي للمخطط الصهيوني، وإنْ كان البعض بدأ يظهر برأسهِ من الجُحر ويعلن العداء لتراب الوطن وزجِّ اسم سورية في خلاف مصطنع، فهذا لا يخلقُ معارضة ضد سورية، التي تؤازرُ لبنان كل لبنان، ومنذ بداية الأحداث اللبنانية، وازنت سورية بحكمة وتعقل وروية لما فيه خير لبنان.

وللذين لا يتعظون، فلينظروا ما جرى في العراق، وبخطورة اللعبة الشارونية في فلسطين، وبما يراهنُ عليه أؤلئك الذين يريدون أنْ يأتوا للحكم في بلاد الشام، ولو على أنقاض وخراب الوطن، فهل لنا أنْ نتبصّر الواقع. فسورية «بنظري» وبواقع الأمر، واعية ٌ للعبة، وتعتبر كلّ اللبنانيين حلفاءها، وحتى لم يصدرُ عنها موقف يجعل جنبلاط نفسه يفهم عكس ذلك، لكنّ وليد جنبلاط يفهم فقط ما يريدُ أنْ يفهم، فهل للساسة اللبنانيين، أنْ يذبحوا لبنان والمنطقة، لكي يفهم جنبلاط، وأخيرا فالتعقلُ سيد الأحكام، وعلينا أنْ نتعقل، لكي نجنب البلاد والمنطقة والعالم، معركة تقودنا للمجهول، في حسابات لا خير فيها.