الإقدام على ضرب إيران حماقة تولد فشلا آخر

TT

تعقيبا على مقال سوزان رايس «متاهة أميركا.. مع إيران.. ومع أوروبا»، المنشور بتاريخ 4 يناير (كانون الثاني) الحالي، اقول ان اميركا تتصور وما تزال، ان اضعاف او اجهاض الحركات العربية والإسلامية سيمنحها نفوذا اوسع في العالم.

حاولت أميركا ان تبرهن للعالم انها بالقضاء على حكومة صدام ستكون لها اليد الطولى في المنطقة. وأنها بذلك ستنجح في توجيه رسالة حازمة الى حكومات المنطقة، وبالأخص الحكومة الايرانية، غير ان الواقع اثبت العكس.

المشكلة التي تواجهها أميركا حاليا في فشلها في لجم ايران وتحجيم دورها، أصعب بكثير مما كانت عليه قبل غزو العراق. فلم يؤيد غزو العراق مبدئيا الا اسرائيل وبريطانيا، تلتهما بعض الدول التي شاركت رمزيا في الغزو.

بينما لا يؤيد ضرب ايران في الوقت الحاضر سوى اسرائيل. اضافة الى ان كل التبريرات التي تقدمها أميركا واهية، وتعد خروجا صارخا على مواثيق الامم المتحدة. كما ان أميركا تحاول جاهدة اقامة توازن بين اظهار نفسها كصديقة لشعوب المنطقة، وكسر حالة الاستياء من سياساتها وبين العمل لمصلحتها ومصلحة اسرائيل. لهذا، ما لم تهيئ أميركا دول الاتحاد الاوروبي سيكولوجيا لتأييدها في ضرب ايران، فإن من الحماقة الإقدام على هذه العملية، خصوصا وأن واشنطن فشلت فشلا ذريعا وقاسيا في العراق.