قتلى السم أكثر عددا مما يظن البعض

TT

فات الكاتب غسان الإمام أن يذكر في مقاله «السم سلاح الحب والحرب والسياسة»، المنشور بتاريخ 4 يناير (كانون الثاني) الحالي، حوادث لا تقل شأنا عما اورده، وما تزال في عداد الأسرار المتكتم عليها عمدا، ومنها مثلا مقتل عبد السلام محمد عارف، الرئيس العراقي عام 1965، بإسقاط طائرته في البصرة مع مرافقيه.

وكان قد خطا خطوات اغضبت الرئيس المصري، آنذاك، جمال عبد الناصر، وكان، في الوقت نفسه العدو اللدود للبعثيين، وهو من قام بتصفيتهم، وأنهى حكمهم الدموي الأسود. أما عبد الناصر فقد ازعجته علاقة عارف مع الإخوان المسلمين في مصر، وإلحاح عارف وتوسطه لإطلاق سراح سيد قطب، وإرساله وزير البلديات محمود شيت خطاب لمقابلته في داره بالقاهرة، بعد أن نجحت مساعي إطلاق سراحه ورفاقه.

كما أن البعثيين العراقيين كانوا مهتمين بالانتقام من عارف، والأكثر من ذلك والمؤكد، أن المخابرات الأجنبية (البريطانية والأميركية) كانت متحمسة لإنهاء حياة عبد السلام عارف، لأنه أصبح مشاكسا ومصدر خطر. هذه المعلومات دقيقة وكان بودي أن تتاح الفرصة للباحثين لولوج هذه الأسرار وتمحيصها. كما أن أقوالا عديدة ومؤكدة تشير إلى أن عبد الناصر لم يمت بالسكتة القلبية، كما نشر في حينه، بل مات مسموما.