مفهوم المصالح تغير والإنترنت جعلنا جيرانا

TT

تعقيبا على مقال الكاتب هاشم صالح «زلزال آسيا: أكثر من حدث.. في أكثر من اتجاه»، المنشور بتاريخ 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، اقول إن الانسان يعمل دائماً من أجل تحقيق مصلحته الخاصة، وهذا ليس عيبا أو حراما. ولكن في كثير من الأحيان تكون مصلحته ضد مصلحة الآخرين، والذي هو خير له يصبح شراً لغيره، ومن أحد أسباب اختلاف هذه المصلحة هو أن المجتمعات تعيش بمعزل عن بعضها البعض، وبالابتعاد تنمو الكراهية والحقد لانعدام فهم الآخر، لهذا تختلف المصالح وتتضارب.

والأقوى يحافظ على مصلحته بشتى الوسائل. والذي تغير في هذا العصر عصر الإنترنت والاتصالات أن الحواجز زالت فيما بيننا، والثقافات أصبحت مرئية ومسموعة لكل الناس تقريباً، ولهذا اصبحنا بنعمة الإنترنت جيراناً. ومع فهمنا حقيقة الثقافات الأخرى بدأنا نعي أنهم ليسوا بعيدين عنا أبداً، ولهذا نظرة المصلحة الذاتية بدأت تتغير عند الشعوب القوية، فإذا كان جاري الذي هو على بعد آلاف الكيلومترات ليس بخير، فهذا يعني أنه ستنتقل إلي العدوى عاجلاً أم أجلاً، مرض يصيب بلد في اصقاع العالم ممكن أن يؤثر على أي بلد آخر، وما مرض سارس عنا ببعيد. إذا مفهوم المصلحة العامة وأثرها على المصلحة الذاتية بدأ يتغير، ولكن يكون واضحاً جداً كلما كان الشيء الذي نواجهه كبيرا مثل ما يحدث الآن من مساعدات دولية لكارثة تسونامي، ونعود إلى ذاتيتنا، كان خفياً ومجهولاً. وأنا متفائل بأن نظرتنا للمصلحة الذاتية ستتغير يوما بعد يوم، وسنتعلم أن مراعاة مصالح الآخرين شرط ضروري لتحقيق مصالحنا، وهذا هو مبدأ الأخلاق الاقتصادية.