مهمة بيريس المستقبلية تلميع وتبرير ما يقوم به شارون

TT

تعقيبا على ما كتبته نادية عادل حسن عبد العزيز، المستشارة القانونية في وزارة الصحة السعودية، الذي نشرته «الشرق الأوسط» في العدد 8119 بتاريخ 19/2/2001، في صفحة «الرأى»، أود أن أعقب على ما يلي:

تقول الأخت نادية «ليس مستبعدا أن يذهب شارون بعيدا في محاولة قمع انتفاضة الأقصى، فيلجأ إلى اقتحام مناطق السلطة الفلسطينية، ويقوم بعمليات قتل وتصفية..».

في حقيقة الأمر، قام سلفه باراك باتخاذ الإجراءات التعسفية، وتنفيذ أقسى السياسات القمعية القائمة على البطش والحصار والتجويع والاغتيالات والمجازر والعقاب الجماعي.. الخ، لكنه لم يفلح في قمع انتفاضة الأقصى المباركة، بل على العكس، أدت الانتفاضة إلى اسقاط حكومته وهزيمته هزيمة منكرة.

باختصار سيتسلم شمعون بيريس، الذي يزعم الزاعمون انه من حمائم حزب العمل الحريصين جدا على السلام، حقيبة وزارة الخارجية في حكومة شارون، أي أنه سيقوم بتسويق سياسة التلميع والتبرير لما قد يقوم به شارون من إجراءات وسياسات قمعية وتعسفية بحق الفلسطينيين. وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على أن انتفاضة الأقصى المجيدة، جعلت شارون يحسب ألف حساب لكل خطوة يقوم بها، وهذا يدل ايضا على أن هناك نيات إجرامية، غير مستغربة أو مستهجنة عنه، يفكر بها، وبالتالي لا بد من اشراك حزب العمل فيها خاصة في وزارتي الحرب والخارجية.

نعم، لا أحد ينكر أو يستغرب أن يقوم شارون بتنفيذ مجزرة كمجزرة قبية أو صبرا وشاتيلا، لكنه في النهاية لن يستطيع أن يثني الشعب الفلسطيني عن عزمه وتصميمه على مواصلة انتفاضته المجيدة.

وفي النهاية، فإنني أؤكد على ما قالته الأخت نادية بأن «سياسة التغرير والخداع الإسرائيلي لم تجلب لليهود إلا الخراب والشتات والموت في ظل عدم اطمئنان لا يمكن أن يزول إلا بعد أن يغيروا ما بأنفسهم».