هل أصبحت النصيحة هوساً وجنوناً؟

TT

نشرت «الشرق الأوسط» في عددها 8115، خبراً على لسان أحد مستشاري الرئيس عرفات، وصف فيه حادث الدهس للإسرائيليين أنه حادث سير ولم يكن عملية على الإطلاق، بل نتج عن انهيار صحي داهم سائق الباص علاء خليل أبو علبة. وأكد هذا المستشار، أن أبو علبة كان يعاني من حساسية بالغة في الحنجرة، وكان يتناول دواء وصفه له صيدلي في الحي الذي يقيم فيه بغزة، وهذا الدواء سبب له هذا الانهيار.

هذا المستشار يلغي عن الشعب الفلسطيني البطولة والتضحية، وكأنه يريد القول بأن هذا السائق مهوس أو معتوه.

هذا السائق الذي اندفع بحافلته نحو جنود الصهاينة، وقتل منهم ثمانية وأصاب واحدا وعشرين مجندا، ولم يندفع نحو مدنيين. هذا السائق، في نظر المستشار، قام بما قام به نتيجة تعاطيه حبوبا مخدرة.

أقوال المستشار هي أقوال الإعلام الرسمي الإسرائيلي، الذي ينعت كل من يضحي بنفسه بأنه معتوه ومهوس ومجنون، لأن الوطن في نظر البعض لا يسترد إلا باللقاءات السرية في الدهاليز الخلفية في فنادق خمس نجوم بتل أبيب وحيفا وبحيرة طبريا، وفي ظلمات الليل.