غاب زمن الرحابنة خلف غيوم العنف

TT

بعد قراءتي لمقال عبد الرحمن الراشد «سنوات العنف»، المنشور بتاريخ 16 فبراير (شباط) الحالي، اقول ان شعوبنا المهزومة من جميع النواحي لن تتخلص من مأزقها، ما لم تتخلص من الخلفيات الفكرية والسياسية القائمة على العنف والإرهاب. تاريخنا، الذي نتبجح بازدهار حضاراته، كان مليئاً بالمحطات القذرة. وها نحن ما نزال نتمترس في كهوفنا ونتباهى بعقلية الغزو والافتراس والاقتصاص بالقتل وتدمير ما حولنا. في بعض المحطات الناعمة والهادئة نسبياً، كان الفكر الرحباني، الذي أحبه الجميع ووجدوا فيه السلام والعدل وعشق الحياة ونبذ العنف وتقديس العمل الجماعي والتعايش والحرية، ما من شأنه عز الأوطان وتقدمها. هذا الفكر، الذي عبر عن رغبة عميقة في نفوس الناس وتوق لانتشار العدل والمحبة والمسرة والتآخي والتفاهم بالحسنى، بعيداً عن صليل السيوف ورائحة الدم وأبواق التهديد والوعيد، فشل للأسف أمام أنانية العقيديين والسياسيين الاستئثاريين، الذين عرفوا كيف يحولون الناس إلى قطعان تتقاذفها عقد الخوف والانتهازية والطمع والعنجهية، وتحولها إلى حفنات من الجلادين والعصابيين والقتلة والمرتزقة.

د. مفيد مسوح ـ أبوظبي [email protected]