الدهاء..حكمة استراتيجية تضمن الانسحاب الإيجابي

TT

اعتبر خالد بن الوليد بطلا اسلاميا، بعد نجاحه في الانسحاب بكرامة من امام الروم، في موقعة مؤتة. وقد حفظ ماء وجه المسلمين ودمائهم. ولو قدر لنابليون الاصغاء لقواده والانسحاب من روسيا في الوقت المناسب وقبل حلول الجليد، لتغير تاريخ اوروبا وليس فرنسا وحدها. وفى اربعينات القرن المنصرم وقف العالم على اطراف أصابعه ينظر كيف ينسحب الفيلد مارشيال روميل بكل تلك الجيوش الالمانية الجرارة من العلمين، بعد هزيمته المروعة هناك، من خلال صحراء مكشوفة الى جنوب اوروبا من دون مدد او غطاء جوي، وبتشكيلات ونسق عسكرية بهرت العالم. اكتب هذا، بعد قراءتي لمقال احمد الربعي «دمشق.. معارك طواحين الهواء..!»، المنشور بتاريخ 19 فبراير (شباط) الحالي، وأضيف: ان العرب عظموا الدهاء عبر تاريخهم. وكان للداهية موقع الصدارة في القبيلة بل والسيادة. وكان لفظ داهية العرب موضع فخر في الجاهلية والإسلام، وفي عالمنا العربي اشتهر الرئيس حافظ الاسد بالدهاء والحرص وبالصبر على غزل الخيوط، ومتى يضع قدمه ومتى ينزعها، لذلك نتمنى ان تتوفر للسوريين شجاعة الانسحاب الآن، ودهاء تفويت الفرصة على من يغزل خيوط الطوق بصبر وأناة. اسامة الحصري ـ القاهرة ـ مصر [email protected]