الحب صار وقفة استذكار أمام قبر

TT

بعد قراءتي لمقال سمير عطا الله «البيعة اللبنانية الكبرى»، المنشور بتاريخ 19 فبراير (شباط) الحالي، تساءلت عن سر رد الفعل الاميركي السريع على اغتيال رفيق الحريري، واستدعاء واشنطن سفيرتها في دمشق، واستغلالها الحادثة للضغط أكثر على سورية. وتذكرت، كيف كان الحريري يمثل لبنان بتعدد طوائفه ومذاهبه وأعراقه، لقد بكته الكنيسة كما بكاه الجامع ورثاه الشيعة كما رثاه أهل السنة. وركع الرؤساء عند قبره المهيب الذي تحول إلى حديقة من أفخر الزهور والورود، لقد كان حلقة الوسط بين كل الأطراف المتنازعة وغير المتنازعة، ورحل أمام أعين اللبنانيين وبينهم وسط عاصمتهم وفى وضح النهار، رحل بين عدسات الصحافيين وملاحقة الإعلاميين، رحل، فمن يقول لنا كيف رحل هذا الفارس، ومازالت المعركة مستمرة؟ كيف غاب وترك لبنان وسط غابة من الهموم والتوقعات والمخاوف؟ كيف رحل وهو الذي اعتاد الرحيل منذ أن سافر إلى السعودية وطنه الثاني، وعاد وذهب وعاد وذهب، لكى يرحل ولا يعود إلا في ذاكرتنا وحسراتنا. كيف رحل في عيد العشاق، ألأنه فالنتاين العصر؟ لماذا ارتبط عيد الحب بالدم والحرب في لبنان؟ لماذا صار علينا أن نحييه، من الآن فصاعداً، أمام ذلك القبر الذي يحتضن ذلك القلب الكبير ؟

نيرمين حنين ـ صيدا ـ لبنان [email protected]