لولا الاحتلال لما عرفنا تفاصيل الوطن

TT

أثار الوضع العراقي المتغير قريحة الكثير من الكتاب والمنظرين لإظهار فهمهم للسياسة وحقيقة الأمور. أقول هذا تعقيبا على مقال سعد بن طفلة «الدستور العراقي»، المنشور بتاريخ 26 فبراير (شباط) الماضي. غير أنني لا أحجر على أي كاتب هذا الحق، بل أعتب على بعضهم الاصطياد في الماء العكر، وتثبيط عزيمة القراء. فأميركا وغيرها لها كامل الحق في رسم الخطط وحيك المؤامرات من أجل تحقيق أهدافها، وربما أطماعها الإستراتيجية. لكن هذا لا يعني حتمية النجاح والتقليل من قدرة البعض في التعاطي الحكيم والذكي مع الوضع، لقلب النتائج لصالحه، بسيناريو مخالف لما أرادته أميركا او غيرها من القوى الفاعلة على الساحة. على اية حال، الوضع في العراق لن يكون أسوأ مما كان على الأقل، فقد عرف العراقيون الكثير من الحقائق عن وطنهم، وتركيبته السكانية، وقواه الفاعلة، وضرورة التعاون لخلق الوطن، فالسني يقر بحق الشيعي، والشيعي يخطب ود الكردي، والكردي يقر بوحدة الوطن.

عبد الرزاق الصالح ـ السعودية [email protected]