سجن الترابي اليوم هل يختلف عن سجنه في السابق؟

TT

قبل اثني عشر سنة نجح انقلاب الشيخ حسن الترابي ورفاقه على الديمقراطية وبدلاً من ان يواجه حسن الترابي الشعب بالحقيقة، ويوضح الأسباب التي دعته للقيام بهذا الانقلاب جمع اغراضه ودخل السجن وهو ضاحك وفخور بذكائه ليكون وسط السياسيين الذين أمر بسجنهم وذلك بدعوى ان دخوله السجن سيحمي الحركة الاسلامية في حالة فشل الانقلاب. وعندما تمكن الانقلاب واستقر خرج حسن الترابي ليكون الحاكم الحقيقي للسودان، وفي عهده أعدم من أعدم بدون محاكمة عادلة وعذب بعضهم في بيوت الأشباح الشهيرة وسيق الشباب قسراً للحرب وانخفضت قيمة الجنيه السوداني من 14 جنيها للدولار ليعادل الدولار 2570 جنيها وانتشر الفساد والفقر وعاداه العالم. ورأى حسن الترابي انه وصل الى طريق مسدود والمصلحة تقضي بالعودة الى الحزبية والحرية الدستورية ويمكنه الاعتماد على ما جمعه من مال وكوادر فكون حزب المؤتمر الوطني ووضع الدستور الذي يريده وطلب من الآخرين المشاركة ورأى ان النجاح في المستقبل يتطلب تحجيم الرئيس السوداني عمر البشير ثم اقصاءه وتحميل حكومة البشير كل ما حدث. ولكن البشير أخذ المبادرة وأبعد الترابي من السلطة وحرمه من بعض المال.

ويدعي الترابي اليوم ان الخلاف بينه وبين البشير ناتج عن دعوة الترابي للحريات الصحافية والحزبية وان خلافهما في أصول وليس في مواقع وان الحق حيث ذهب الترابي وحزبه الجديد وان الذين فارقوه فارقوه من اجل السلطة والمال.

شعر الرئيس البشير بخطورة الرجل على نظامه فاعتقله واعتقل أعوانه.

سجن الترابي اليوم يختلف عن سجنه السابق الذي كان فيه ضاحكاً فخورا بذكائه همه في سجنه السابق ان يرصد ما يقوله الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني ومحمد ابراهيم نقد وغيرهم ولكن اليوم السجن حقيقي وراءه احقاد ومرارات.

مع ان الرجل كان مسانداً للمآسي التي حدثت في عهد النميري وعهد الانقاذ ويستحق على ذلك مساءلة قضائية، لكن نتمنى ان لا يتعرض لأي معاملة سيئة وان لا يحاكم على انتقاده للبناء الذي شيده وعلى ما ينادي به من حريات صحافية وحزبية وان تكون كل مواقع الحكم بالانتخاب المباشر وان تستجيب الحكومة لما ينادي به الشيخ الترابي.