الأملاك العربية في فلسطين وأملاك اليهود في العراق.. المقاصة غير ممكنة

TT

سبق لي أن نشرت كتابا عن يهود العراق The Lure of Zion. The case of the Iraqi Jews وصفه عدد من كتابهم بأنه أهم وثيقة تنصفهم بعد مغادرتهم للعراق. اطلعت على مقالة للكاتب خالد القشطيني حول يهود العراق في عدد الصحيفة ليوم 26/2. ومع صحة ما أورده الكاتب من ملاحظات حول حيوية هذه الطائفة ودورها في بناء العراق الحديث وبعدها أصلا ـ كباقي اليهود العرب ـ من أن تكون طرفا بالمشروع الصهيوني في فلسطين، فقد اصابتني الدهشة من تبني القشطيني لمقولة المقاصة بين الاملاك العربية في فلسطين واملاك اليهود في العراق.

ان القشطيني لم يلحظ في غمرة الحنين لأيام الصبا التي جمعته ولا شك مع اصدقاء اعزاء يهود في الاربعينات، ان فكرة المقاصة التي قبلها دون تمحيص ـ تتناقض كليا مع دعوة التعايش وعودة هؤلاء الى بلدهم العراق. هذه مقولة اطلقتها اسرائيل للتهرب من مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين واليهود العرب على حد سواء ضحايا المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين.

ان اسرائيل لا تطالب باملاك يهود العراق لتعويض اصحابها بل لتحقيق مقولتها بدفن قضية اللاجئين الفلسطينيين الى الأبد. والغريب ان المؤسسة الاسرائيلية التي تصر اليوم على التفاوض مع العرب منفردين، لا تجد سببا لوحدتهم الا في هذه القضية بتحميل وزرها للفلسطينيين. وعرقلت الزعامة الاسرائيلية على الدوام حل قضية اللاجئين الفلسطينيين في الوقت الذي أججت فيه مشاعر العداء ضد اليهود العرب وسعت الى حملهم على الهجرة الى اسرائيل بعد ان اتضح ان حجم الغنيمة ومساحتها عام 48، 49 جاء أكبر من المتوقع، فالتفتت الى يهود الشرق حينها كمصدر للقوى العاملة الرخيصة.