ماذا ربح الفلسطينيون من اتفاق أوسلو؟

TT

بهدوء وبعد ان قل اهتمام الاشقاء العرب قليلا بالانتفاضة الفلسطينية وتعود هذا الشعب على الحصار وضنك العيش وفاتورة الشهداء اليومية، دعونا نفكر وللمرة الثانية بهدوء فيما وصل اليه الحال ولنتذكر ما قاله فهمي هويدي على صفحات جريدتنا الغراء عند توقيع اتفاقية اوسلو منذ سنوات، وهذا ما اثبتت الايام صحته، فقد حذرنا من ان الاتفاقية باختصار هي وضع الفلسطينيين في «كانتونات»، مناطق محدودة ومعزولة تحاصرها اسرائيل من كل الجوانب بالاسلحة الثقيلة بحيث يمكن في حالة حدوث انتفاضة او تمرد العمل على قصفهم بالاسلحة الثقيلة، وهو ما لا يمكن يتحمله شعب اعزل. ومن جهة اخرى تشديد الحصار الاقتصادي عليهم بهدف تجويعهم، فماذا ربح الفلسطينيون من اتفاق اوسلو؟ لا نريد ان نشكك ولكن ايضا لا نريد لهذه القيادة الفلسطينية ان تُلهى بأشياء وفي النهاية لا تحصل على شيء. فقد رضيت سابقا بما رفضه شعب جنوب افريقيا حيث كان المستعمر له الحق في تحديد اماكن عيش السكان الاصليين لا يتجاوزوها الا في اوقات وبتصاريح معينة، وعلى ماذا حصلوا في النهاية؟ على شيء كان يعرف زمان اسمه الحرية! وبقيادة واعية سلمت الراية لمن هو اكفأ منها بالوقت المناسب وقد قام نفس الكاتب بتنبيهنا مؤخرا الى اللعبة التي تلعبها اسرائيل بإلهائنا بموضوع القدس وحصر التفاوض حولها وافتاء العرب حول زيارتها ام لا، حتى تلفت الانظار عن عودة الخمسة ملايين لاجئ الذين يعانون الأمرين من غربة وحصار وضنك وشتات ورفض، وكل الاوضاع المؤلمة. فلتكن هذه قضيتنا الرئيسية في الوقت الراهن مع فك الحصار عمن في الداخل ايضا فكلاهما يعاني من نفس الاشياء مع اختلاف المواقع.

ولتعلم القيادة ان تحسين اوضاع الناس ورفع مستوى معيشتهم وتحقيق تقدم مادي واستقرار اقتصادي واجتماعي لهم يضعهم في مصاف الابطال الحقيقيين. اما القدس فستظل عربية مسلمة وسيأتي اليوم الذي نستشهد فيه او يستشهد ابناؤنا او احفادنا من اجلها.