المصالحة العربية الموءودة

TT

عندما تشعر الولايات المتحدة الأميركية بأن العرب تقدموا خطوة واحدة نحو المصالحة، تقوم بعمل يعيدهم عشرات الخطوات، بل مئات الخطوات إلى الخلف. قصفت الولايات المتحدة ورفيقتها التي تساندها في كل شيء العراق، ونتج عنه قتلى وجرحى من المدنيين. وقالت إنه دفاع عن النفس وعملية روتينية، لكن إذا فكرنا نحن العرب والمسلمين سوف نتوصل إلى المقصود من هذه العملية، التي سميت بالروتينية.

جاء هذا القصف عندما تحرك الرئيس المصري حسني مبارك وأراد أن يقرب وجهات النظر بين العراق والكويت، كذلك عندما تحركت الدول العربية والإسلامية لاستعادة علاقاتها بالعراق مثل سورية وتركيا.

أميركا تعرف متى تصب الزيت على النار وتشعل الفتن والمواجهات، وتعرض المنطقة للخطر خوفا من تكتل الدول العربية والإسلامية ضد الدولة الصهيونية.

لذا، المطلوب ضبط النفس تجاه بعضنا، وبدلا من البحث عن أماكن إقلاع الطائرات التي قامت بالقصف، الاجدر بنا أن نبحث عن طرق المصالحة، ومواجهة مشاكلنا بكل صبر وصدق، نرتب البيت العربي والإسلامي، نتعامل بعقلية حديثة ونترك عقليتنا التي ورثناها من الجاهلية الأولى. لقد آن الأوان لمعالجة كل خيوط المشاكل.

لقد أخطأت أميركا بعدوانها الوحشي غير المبرر، وكان ما قامت به خطوة سلبية لا يمكن ان تساعد على السلام والاستقرار والتئام الجروح، بل تشجع المواجهات والمقاطعات والحرب والتطرف والإرهاب، لماذا تصنع الإرهابيين والتطرف بيديها ثم تقاضيهم؟ أهذا عدل!.