الاستعمار غرر بالأرمن في الدولة العثمانية

TT

* أحب أن أعقب على مقال الكاتب أحمد الربعي «ذكرى مذبحة الأرمن»، المنشور في 25 أبريل (نيسان) الماضي، بالقول: لقد حافظت الدولة العثمانية على هذه الشعوب بكل ما لديها من تراث وثقافة ولغة مئات السنين، بل أخذت من لغات الشعوب وأصبحت اللغة التركية فيها من المزيج اللغوي، الذي أفقد اللغة التركية قوتها، وكان للأرمن من الصحف والمكتبات والمطابع ما يفوقه حاليا، وكان الأرمن يعيشون في أحسن الظروف والأحوال، إلا ان الاستعمار الغربي، الذي تكالب على الدولة العثمانية، هو الذي غرر بالأرمن وغيرهم من الشعوب بالوعود الكاذبة والأحلام، وأثاروهم ضد الدولة التي عاشوا في كنفها بسلام. فهل تظن أن العثمانيين لو أرادوا أن يصهروا الشعوب في بوتقتهم ويذيبوا العادات والتقاليد لعجزوا؟ لقد كان بإمكانهم تغيير الحقائق وخلال مدة خمسمائة سنة. إن الحقائق التي نعيشها يغيرونها بالكذب في هذا العصر. وهذا يدل على أن العثمانيين لم يرغبوا في إبادة ولا تذويب أحد، لكن الأرمن كما العرب وقعوا ضحية الغرب، الذي قاد حملة الكذب والتضليل وقادوهم إلى ابادات جماعية قاموا بها في القرى التركية، عندما دخلوا مع الروس والفرنسيين إلى الأراضي التركية. وارجو من الأستاذ الربعي وهو كاتب كبير ان يكتب وينصف الحقيقة، ونحن نستنكر قتل اي انسان مهما كانت صفته ودينه وعرقه، وان نسبة الاخوة المسيحيين الموجودين في الوطن العربي، كانت اثناء حكم الدولة العثمانية اكثر مما هم حاليا، وهذا يدل عل تسامح الدولة وعدم التفريق فيما بينهم.

طورهان أحمد محمد ـ أنقرة (تركيا) [email protected]