الآخرون تجاوبوا فتطوروا.. فأين نحن؟

TT

* أتفق تماماً مع ما أشار إليه الكاتب أحمد الربعي في مقاليه بعنوان «دولة الإمامة الأباضية» بهذه الصحيفة بتاريخ 7 و8 مايو (أيار) الحالي، وأعتقد أن أكبر تحد نواجهه ونحن في عصر ما يسمى بصراع الحضارات أن نتخلص من بعض الموروثات السياسية في تاريخنا الاسلامي، التي لا تمت للقرآن الكريم والسنة الشريفة بشيء، لنكون من بعد قادرين على مقارعة الحضارات الاخرى، حتى نستمد من ثوابتنا الإسلامية ما يساعدنا على عودة الهيبة والتمكين لأمتنا الإسلامية، وأهمها إنهاء الاستغلال الجائر لديننا السمح في الغايات والمطامح السياسية، التي أصبحت مع التقادم تراثا ذا شرعية ومن الصعب إزالته. فمثالية الإسلام وأساس تراثه السياسي تجليا في التشريع المنزل من الله سبحانه وتعالى والذي ترجمه الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، من خلال إقامته لدولة الخلفاء ونظام الشورى، الذي كفل الانتقال السلمي للسلطة بين خليفة وآخر رضوان الله عليهم أجمعين.

ورغم عدم وجود أي نظام سياسي واضح قبل الإسلام، إلا أن الانحراف بالمثالية، التي أقامها الرسول الكريم، من خلال حكم الدولة الأموية، التي استجلبت للأمة نظما من دول وممالك فارس والروم هو ما أفضى الى ضعضعة حكم الشورى وانهياره، ومن سخرية الأقدار أن الدول والممالك القديمة وما تبقى منها في أوروبا آسيا طورت أنظمتها لتواكب الانفراج السياسي فيما لم نتجاوب نحن.

ناصر الشمري ـ الكويت [email protected]