لا يخدعنكم غورباتشوف آكل الهامبرغر

TT

* تعليقا على مقال سمير عطا الله «20 عاما غيرت وجه العالم»، المنشور بصحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 8 مايو (أيار) الحالي، أقول إنه من الصحيح أن الناس بدأت ومع اعلان غورباتشوف للبريسترويكا تطالب بحرياتها، وقد عبرت عن ذلك صحفية سوفياتية بقولها إن ميشا تصور أنه سيلقي لنا بعظمة وسنلتهي بها حتى مماته، ولم يعلم أننا سنسأله أين اللحم. غورباتشوف كما يلتسين أو بوتين، عبارة عن ممثل لقوى داخل المؤسسات الحاكمة، وكون السلطات الثلاث كانت قد تجمعت في يدي الأمين العام للحزب أيام بريجنيف، فقد انتقلت الى غورباتشوف بانتخابه على رأس الحزب. وعندما بدأ بتوزيع السلطات، حيث عين رئيس وزراء وأنتخب غروميكو كرئيس، على أن يبقى هو أمين عام الحزب ورئيس مجلس السوفيات الأعلى (البرلمان) ـ بدأت نهايته. باعتقادي أنه لم يكن يملك برنامجا متكاملا للتغير الى جانب كونه قادما من داخل النظام، الذي ادعى بضرورة تغييره، ولم يكن يعرف مخاطر هذا التغيير، وهناك ما جلبه الى الحكم أيضا موت بريجنيف وبعده أندروبوف ثم تشيرنينكو خلال ثلاثة أعوام، بحيث تحولت القيادة السوفياتية الى ما يشبه دائرة دفن الموتى، وكان ميشا الأصغر سنا في القيادة. صحيح أن الكثير من التغيير ارتبط باسمه، ولكن هناك من يقول إن زوجته رايسا هي التي لعبت الدور الأساسي. لكن كما نرى أنه بات تقريبا في طي المنسيات وخاصة بعد حصوله على مواطن شرف لمدينة برلين، وظهوره على التلفزيون الروسي مع حفيده يقدم دعاية لمكدونالد وهما يأكلان الهامبرغر وتصريحه بتقاضي 100 ألف دولار ثمن الدعاية، وعموما هو مكروه من قبل الشعوب السوفياتية السابقة وخاصة الروس منهم، علما بأنه محبوب جدا في ألمانيا وما زال يلقى بعض الاحترام في العالم الغربي.

كوردو دوست ـ ألماني [email protected]