نقاط ملتبسة ينبغي توضيحها

TT

* أشكر «الشرق الأوسط» على اهتمامها بملف المنفيين السوريين، وهو الملف المؤلم الذي شغل أذهان المواطنين في سورية عموما والمعارضين منهم بشكل خاص لسنوات طويلة. كما أود توضيح بعض النقاط التي جاءت في الخبر الطويل الذي نشر في «الشرق الأوسط» (21/4/2005) حيث بدت العديد من النقاط التي وردت على لساني ناقصة أو ملتبسة:

فالبنية الأمنية للتفكير والممارسة لدى السلطات السورية ما تزال سيدة القرار، وعليه لا أظن أن هناك تحولا في التعاطي مع المعارضين السوريين، كما ورد في الخبر. غني عن القول أن المطلوب ليس تحسنا في الأداء الأمني بل تغييرا ديمقراطياً يطال علاقة السلطة بالمجتمع برمته.

أما مسألة إعادة جوازات السفر للمواطنين السوريين فهو قرار اتخذته وزارة الخارجية منذ شهر، وحتى الآن لم يستفد منه أي مواطن نتيجة لبطء العمليات الادارية. غير انه على ايجابيته، قرار ناقص حيث يبقي التحقيقات الأمنية مسلطة على المواطنين المعارضين عند عودتهم. وعليه المطلوب عفو عام ينهي مسألة المنفيين كلياً.

بشأن الضغوطات التي تتعرض لها سورية فلقد ذُكر أن السلطات لها القدرة على استيعاب كل محاولات الضغط الخارجي، والمقصود أن تنازلاتها ستتركز في الملفات الخارجية: كالعراق ولبنان وفلسطين، وأظن أن انسحاب الجيش السوري من لبنان دليل لمن ينقصه الأدلة. غير أنها أي السلطات ستتشدد فيما يتعلق بالملفات الداخلية. وعليه أعتقد أن من يحلم بديمقراطية أميركية في سورية سيبقى يحلم طويلا. فالديمقراطية ليست لب الأجندة الأميركية، اضافة الى ان التنازل في هذا الحقل سيصيب جوهر النظام القائم، وهو ما تدركه السلطات، وستبقي بناء عليه تشددها فيه قائما، وان لم تنقصها القدرة على الاقدام على بعض التحسينات في ديكور المشهد السياسي السوري».

يوسف عبدلكي دمشق ـ سورية