شيء محير.. عن أي روسيا يتحدث بريماكوف؟

TT

* اعتقد ان الوزير السابق يفجيني بريماكوف الذي نشرتم له مقاله «تفعيل دور روسيا في تسوية أزمة الشرق الأوسط» بتاريخ 7 مايو (أيار) الحالي يعيش في الماضي السحيق حينما كان للاتحاد السوفياتي المنهار دور لا يمكن لأي طرف ان يتجاهله، وحينما كانت له كلمة. الآن الوضع تغير، فليس لروسيا اي دور يمكن ان تلعبه في عملية السلام في الشرق الاوسط. اللاعب الوحيد، الذي بيده كل الاوراق هو اميركا، فهي الدولة الوحيدة، التي يصغي لها شارون والقيادة الاسرائيلية، لانهم يعرفون سلفا انها تعبر عنهم وعن امانيهم. بالتأكيد ان الرئيس الروسي بوتين لقي تجاوبا حسنا من قبل الدول العربية التي زارها، لان هذه الدول تتعلق بأي شيء وكل شيء من غير واقعية. ومسألة عقد مؤتمر لا توافق عليه القيادة الاسرائيلية، انما هو نوع من الأماني غير قابلة للتحقيق، لان اسرائيل لن توافق علي اي مؤتمر دولي غير ضامنة لمقرراته ونتائجه مسبقا. ورئيس الوزراء الاسرائيلي سيمضي وحيدا في خططه غير عابئ بالضعفاء من جيرانه الفلسطينيين والعرب، إذ لم يعد لهم دور من وجهة نظره. أما الانسحاب من غزة فقد املته ضرورات امنية، وفرض على اسرائيل نتيجة للمقاومة للجيش والمستوطنات من قبل الفلسطينيين، ولم يأت التزاما من شارون بخارطة الطريق او غيرها، ولذلك سيمضي فيه كتصرف احادي الجانب املته عليه ضرورات امن اسرائيل، وهذا ما يفكر فيه شارون. لم يعد لبوتين ولروسيا اي دور يمكن ان تلعبه فقد فات الأوان، وعلى روسيا ان تلتفت الى مشاكلها الداخلية قبل التفكير في البحث عن دور فيما وراء البحار.

الصادق الانصاري ـ الولايات المتحدة [email protected]