مخاوف من تمزق العراق

TT

* على الرغم من اختلافي مع الاستاذ غسان الامام حول مقاله المنشور في 28 يونيو (حزيران) بعنوان «أميركا تطالب العرب بتمويل أخطائها في العراق»، في الرؤية العامة للوضع العراقي والاسس الايديولوجية لطريقة تفكيره، فإن هناك الكثير مما قاله في هذه المقال له وجه من الصحة الى حد ما، ولدي هنا بعض الملاحظات على المقال: اولا: في ما يخص هم العراق وفلسطين، ارى ان هم العراق اصبح اكبر من هم فلسطين لتعدد اطراف النزاع وعدم وضوح الرؤية لتلك الاطراف، الامر الذي يجعل استقراء المستقبل صعبا جدا. ثانيا: لا ارى بأسا في الليبرالية الاقتصادية، من حيث المبدأ فهي أفضل مائة مرة من الاقتصاد الاشتراكي الموجه.

ثالثا: لا اظن ان العراق يطلب دعما اقتصاديا من الدول العربية، ولكنه يطلب تخفيضا او الغاء للديون والتعويضات ولا يمكن اعتبار ذلك دعما محضا، بل مساعدة آنية ليقف العراق على رجليه ويعوض تلك الدول لاحقا عن طريق الاستثمارات، سواء كانت عربية او اجنبية، فاذا كان الوضع الامني سيئا فهذا لا يعني ان يتوقف الدعم المعنوي للعراق من العرب، ولعل الكتاب العرب هم الامل الاخير في مداواة الجرح العراقي، فكونوا مع العراقيين وتفهموا جراحهم وطريقة تفكير كل فئة من فئاتهم واسعوا الى ايجاد نقاط الالتقاء بين مكوناتهم اذا اردتم ان يبقى العراق موحدا، فليس اسهل في لحظة من الزمن ان ينفصل كل من الجنوب والشمال اذا شعرا باليأس من الوضع الحالي، خصوصا بعد تصريحات رامسفيلد الاخيرة وتوقعاته باستمرار الوضع الامني المتأزم الى سنوات طويلة، حيث يمكن ان تقوم فيدراليات موسعة تشمل حتى الثروات الطبيعية، وبعد سنة او سنتين توضع المخافر الحدودية وينتهي كل شيء. عماد العامري [email protected]