فلسطين ترد له بعض وفائه

TT

* نعم «العالم يودع الملك فهد»، كما كتبت «الشرق الأوسط» في صدر صفحتها الأولى يوم 3 أغسطس (آب) الحالي. وفي هذه المناسبة اقول: لك يا فهد ذكرى في القلوب عظيمة، لك يا فهد نحن مدينون باستغفار، فغفر الله لك وجزاك خير الجزاء على ما حملته عنا وعن الأمة من أعباء. عجز القلب يا رجل الإنسانية عن حزن يوفيك حقك. وعجز اللسان يا والد الجميع عن الإدلاء بكلمات تعبر عن قدرك ومقامك. وخافت العين أن تبكي فينضب دمعها قبل أن تطفي نار بعدك وفراقك. أنا أعزي وأواسي نفسي أولاً، لأني أحد أبناء هذا الوطن، ومن الجيل الذي قضى حياته في ظل الفهد. وأعزي كافة أبناء الشعب السعودي وكافة أبناء الأمتين العربية والإسلامية في فقيدنا، ذلك الرجل العظيم الذي لم يتوان مطلقاً عن اتخاذ قرارات أثمرت الرقي بهذا الوطن وبأبنائه، وإيصاله إلى ما وصل إليه من تطور وازدهار، تلك القرارات التي حملت الوطن عالياً بعيداً عن تلك الأمواج العارمة المتلاطمة، والرياح العاتية التي هبت خلال فترة حكمه، إلا أنها وجدت رجلاً حكيماً ندر وجوده. رجل استطاع بحنكته أن يوصل الوطن والشعب سالمين إلى بر الأمان. لقد كان للملك فهد دور كبير في حل العديد من المشكلات الإقليمية والعالمية المستعصية، المتعلقة بالأمتين العربية والإسلامية. فها هي القضية الفلسطينية تنعاه. وهذا الشعب الفلسطيني يخسر رجلا كان له دور كبير في دعمه والوقوف إلى جانبه في أشد المحن.

لم أتفاجأ أبداً عندما سمعت أن محمود عباس كان أول الرؤساء قدوماً إلى أرض المملكة، حيث قدم إليها فور تلقيه ذلك الخبر، الذي زاده هماً على همه، الذي يتحمله حيال الشعب والقضية الفلسطينية. كان يعلم الرئيس أنه لا بد وأن يرد للملك فهد شيئا حتى بعد موته مقابل الكثير الذي قدمه هذا الرجل تجاه القضية والشعب الفلسطيني. حسين أحمد حمدان اليامي [email protected]