متى تنتهي حلقات مسلسل اغتصاب الأطفال؟

TT

عندما يحاول البعض منا أن يسترخي قليلا بعد عناء يوم طويل من التعب وراء لقمة العيش، تظل هناك بعض الخيارات المطروحة أمامه، من ضمنها الصحف اليومية. وعلى الرغم مما اعتدنا عليه من أخبار الكوارث والدم الذي يسيل بلا حدود وبلا وجه حق، إلا أن أكثر ما يحزّ في النفس، تلك الجرائم المتعلقة باغتصاب الأطفال، ودائما تتطرق جريدتنا الموقرة لهذه المشكلة، وآخر ما قرأت ما جاء بصفحتها التي تشكل استراحة لنا جميعا بالعدد رقم 8117 في 2001/2/17.

وكم يتألم الإنسان كثيراً لمثل هذه الجرائم، خصوصاً أنها تتم مع أطفال لا يفقهون شيئاً، كما أن القانون في أغلب الدول العربية يتعامل في مثل هذه الجرائم بمنتهى السهولة، إذ غالباً ما يتمّ الحكم على المجرم بالسجن القصير الأجل، وبعدها يخرج ليقع فريسته أطفال آخرون هم في منتهى البراءة، ولا ذنب لهم سوى أنهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.

إنها جريمة بشعة جدا، ومن يقوم بها يحمل في داخله كل صفات الجبن والعار والغدر والخيانة. أذكر أن هناك طفلة لا يتعدى عمرها سبعة أعوام، اغتصبها ثلاثة من الذئاب الذين أنيط بهم حماية هؤلاء الأطفال وحرمتهم وأعراضهم، وقبل هذا وذاك أنيطت بهم أكبر مسؤولية وهي حماية الأمن، لكنهم اغتصبوا هذه الصغيرة وتركوها في العراء تصارع الموت، ثم حملها أحد الأشخاص للمستشفى وهي لا تدري ماذا ألمّ بها. وكان الطبيب شجاعاً وقتها وقام بدوره على أكمل ما يكون، حين استدعى الشرطة للتحقيق في الحادث.

أذكر أنني قابلت القاضي المتابع للقضية صدفة وسألته: بالتأكيد سوف تحكمون بالإعدام على مثل هؤلاء المجرمين! فتبسم ضاحكاً وقال لي: «للأسف لا توجد لدينا مادة في القانون تنص على إعدام هؤلاء القتلة».

لا اعتقد أن السجن عقوبة كافية في مثل هذه الحالات. ولا أدري ما موقف أهل القانون وهم يرون الطفولة والبراءة تغتصب في كل يوم؟ نحن نعرف أن الأطفال، كل الأطفال على مختلف جنسياتهم وأعراقهم وألوانهم، لا يعرفون شيئا، وأن الطفل عندما تنادي عليه يأتيك مبتسماً بكل براءة ويحتضنك كوالده تماماً، ويتسلق عليك في عفوية تامة وهو لا يدري أن بعضاً من هؤلاء يبيّت النية لافتراسه.

متى سنحمي الأطفال من هذا الداء الأكثر خطراً من السرطان والإيدز؟ شاهدنا الطفل الدرة تغتصبه ثلاث رصاصات اخترقت جسده الطري، ولم نستطع أن نفعل شيئا. آلاف الأطفال الكويتيين معذبون لأنهم فقدوا آباءهم في حرب لا معنى لها، وآلاف أخرى مثلهم لا يعرفون هل أباؤهم أحياء أم أموات؟ ونتمنى أن يكونوا أحياء حتى يفرحوا معهم ويلاعبوهم. آلاف من الأطفال العراقيين بعضهم مصاب بالسرطان وآخرون بلا أطراف، ولا ذنب لهم، حيث انهم ضحية لتصرفات الكبار. ملايين الأطفال مشردون في افريقيا بلا مأوى وبلا أكل. كم نتمنى من المنظمات الإنسانية أن تتدخل عاجلاً وعلى رأسها اليونيسيف وغيرها، لحماية الأطفال في جميع أنحاء العالم، وأتمنى أن يكون هناك عقاب أكثر صرامة لكل من يغتصب طفلاً أو يعذبه، وألا يكون العقاب على مستوى الفرد، بل على مستوى الدولة التي تتساهل في عقاب هؤلاء المجرمين.