ملاحظات حول تحليل مركز «بخيت» لأداء شركات الاسمنت السعودية

TT

اطلعت على ما نشر في جريدة الشرق الاوسط يوم الخميس 8/3/2001م صفحة 12 ـ اقتصاد ـ الخاص بتقرير مركز بخيت للاستشارات المالية عن تحليل مقارن لشركات الاسمنت السعودية خلال الفترة من عام 1995م الى عام 1999م والذي جعل اسمنت القصيم في المقدمة وفقا لأدوات التحليل غير المنشورة، والدراسة بصفة عامة مهمة جدا حيث بذل المحلل جهداً متميزاً بعرضه لاوضاع الشركات السعودية للاسمنت ولو ان الدراسة اخذت عام 2000م بالاعتبار بحكم جاهزية المراكز المالية عند اعداد التقرير لكان اكثر فائدة. وقد لفت انتباهي ما يلي :

ـ ان ضعف تداول اسهم شركات الاسمنت لا ينبع من ضعف الجاذبية وانما بسبب ضعف العرض حيث يرغب المالك بالاستثمار طويل الاجل بسبب استقرار اوضاع شركات الاسمنت مما يجعل نموها امراً متوقعاً وبالتالي الحصول على عائد ربحي مجزي قد يكون افضل من المضاربة بالاسهم والتي عادة تكون في الشركات ضعيفة الربحية ومنخفضة السعر ايضاً وهي دائما اكثر في معدلات التداول من الشركات المستقرة ذات الربحية العالية.

ـ ان المعايير المحاسبية السعودية نتجت عن تطورات مهنية داخل المملكة تهدف الى ايجاد وسائل وادوات للقياس تمكن من الوصول الى الموقف المالي بشكل دقيق، ويستفاد من تطبيق تلك الادوات والوسائل في امور مختلفة منها في التحليل والمقارنة، والمعايير المعتمدة كفيلة بان توجد وسائل للتأكد من الالتزام بها ولا يعتبر العرف التاريخي امراً يعتد به امام الانظمة المستجدة. ـ ان صناعة الاسمنت السعودية صناعة استراتيجية مهمة ويمكن الاستفادة من نجاحها بالمنافسة العالمية في ظل منظمة التجارة العالمية الا انني اعتقد انها تواجه مشاكل قد تزيد من تكلفتها مما يصعب قدرتها على الصمود امام المنافسة العالمية ومن تلك المشاكل :

ـ تستورد شركات الاسمنت بتكاليف كبيرة مهارات عالية ومتوسطة المستوى للصيانة بشكل مستمر ويثبت ذلك تكلفة اصولها الثابتة العالية ويرافق ذلك قطع غيار لا يتم تصنيعها داخل المملكة وذلك بسبب ان مصانع الاسمنت مستوردة وكذلك الضعف الموجود في قطاع الصناعة المساندة السعودية بالصيانة وانتاج قطع الغيار داخل المملكة بسبب حداثة قطاع الصناعة السعودي عامة وما يقابلة من عمق خبرات الدول الصناعية مما يضيع على الاقتصاد الوطني فرصة الاستفادة من تلك الاضافة للناتج الوطني، لذا فان دعم الجهات المختصة للاستثمار في قطاع الصناعة المساندة امر له اهمية كبيرة في بناء صناعة متكاملة وحفظ المكتسبات الوطنية داخل المملكة مما يجعل انتاجية شركات الاسمنت تشكل اضافة حقيقية للناتج الاجمالي للمملكة.

ـ ان تشغيل مصانع الاسمنت الضخمة بالنسبة لقطاع الصناعة السعودي الحديث يحتاج الى قدرات ومهارات فنية وكلما زاد مستوى المهارة والخبرة والاستقرارية للعامل كلما ضمن الاستخدام الامثل للاصول وبالتالي انخفضت تكلفة الصيانة وانخفض حجم الاهدار وزاد عمر الاصل ولذلك الاثر المباشر على التكلفة النهائية للمنتج ومستوى الجودة والنوعية. وان ربط المناهج التعليمية السعودية بالجامعات والتعليم الفني بتطبيقات صناعة الاسمنت امر مهم ويجب اخذه بالاعتبار وعدم اغفاله لانه اساس مهم لبناء الخبرة مما يدعم المكتسبات الوطنية.

ـ ان صناعة الاسمنت يجب الا تظل جامدة امام نجاحها ويجب عليها تطوير منتجاتها لتحقيق اهداف مهمة للمستهلك منها ان يكون المنتج متوافقاً مع مناخ المملكة من حيث قابلية الاسمنت على عكس الحرارة وعدم امتصاصها وزيادة القدرة على التحمل.