إلى متى ديمومة الصراع؟

TT

في خضم هذا الكون نعيش ونتدافع بالايدي والمناكب، ويؤذي بعضنا بعض بهذا التدافع والتنافس حول مناصب الحكم ومصادر الرزق وموارد الجاه والسلطان. ولا غرو ان يقول فريق لآخر دع لي مكانك او يقتلع فريق آخر عنوة ـ لقد فاضت النفس بأحداث الامة وكل يوم يطل علينا حدث جديد ينال منا ولا شبيه فينا لسيف الدولة حين كان يحمي ثغور المسلمين من عدوان الروم او كصلاح الدين او المعتصم.

ان السياسة كالطبيعة لها حكمة لم تستطع عقول الساسة ان تدرك حقيقتها بعد ولهذا نجد ان كثيرا من عظائم الامور تسند الى قوم لا يعقلونها، قوم قد كبرت اجسادهم وصغرت نفوسهم وضاقت عقولهم واتسعت بطونهم. لهذا فلا غرابة ان تبقى ديمومة الصراع بين حاكم ومحكوم او حاكم ومعارض مما افسد كثير من الامور وضاقت اخلاق الرجال، واصبح الصراع يدور بين حرية تريد ان يكون جنودها ابطالا ومنفعة تريد ان يكون اهلها ارقاء.