السخرية ليست كوميديا

TT

* يفتح مقال أنيس منصور «الذي مات من الضحك!»، المنشور بتاريخ 9 اغسطس (آب) الحالي، الباب امامي لعدد كبير من الاسئلة وعلامات التعجب: لماذا يضحك الناس في المجتمعات العربية، داخل صالات السينما والمسرح، ويسخرون من أشخاص تنقصهم التجارب الحياتية (ابناء الصعيد والبدو)، او مصابين بعاهات بدنية أو خلقية (أحدب، أعرج، أعمى، أخرس، مبتور اليد او الساق، قصير القامة او طويلها) وغيرها؟ كل أدوار اسماعيل ياسين ـ على سبيل المثال ـ تعتمد على تحريك فمه الواسع والقهقهة، والتظاهر بالغباء، أو التعثر والسقوط على الارض. وهذا ما يفعله ممثلو الكوميديا العربية الآخرون. والسلوك نفسه ينطبق على المجتمعات العربية، التي يسخر أفرادها من المعوقين. نرى الصبية في الازقة والحارات ـ وحتى في السينما ـ يلاحقون (المجانين) ويرشقونهم بالحجارة، بدل الاهتمام بهم وعنايتهم, فيما يسخر حتى الكبار من أشخاص يعانون من البدانة، او يعانون من نطق سليم، أو صمم او بكم، وغير ذلك من العاهات. لماذا تضحك المجتمعات العربية على ابنائها المرضى والمعوقين، وتعيب عليهم حالاتهم، وتسميهم بأسماء اصاباتهم، مثل (بيت الاطرش) و(ابن الاعرج) و(زوجة الاحدب) و(دار الاعور)؟ عبد الرحمن جميل [email protected]