دولة كردية بلا جذور

TT

* يتحدث صلاح بدر الدين عن الأكراد، في مقاله «ماذا يجري في كردستان ايران؟»، المنشور بتاريخ 16 اغسطس (آب) الحالي، كأنهم شعب قائم بذاته، يملك ثقافة واحدة وتاريخا مشتركا. ثم يُظهر الدولة العثمانية وكأنما عملت ضد عدو اسمه الأكراد، وينسى أن دولة الخلافة العثمانية، حافظت على وجود وكيان وثقافة جميع العناصر الإسلامية التي انضوت تحت لوائها، بل حافظت كذلك، على ثقافات الشعوب الأخرى غير المسلمة لقرون عدة، ثم ان معركة جالديران التي وقعت في القرن السادس عشر، وليس الخامس عشر كما أورد الكاتب، لم تنشب من أجل تقسيم بلاد ما سمى بكردستان، بل كانت دفاعاً عن الدولة العثمانية، ومن ثم انتصاراً لها ضد الدولة الصفوية، التي اعتدت على شرق الدولة وأراقت الدماء، وكانت دوماً حرباً على الدولة العثمانية.

والحال الذي آلت إليه الشعوب الإسلامية، بعد زوال الدولة العثمانية، لا يزال ماثلا للأعين، ففلسطين والبوسنة أمثلة حية للأجيال الشابة، إنشاء دولة ليس بالأمر السهل، أمّا الحفاظ على تلك الدولة من الفناء، فأمر في غاية الصعوبة، خصوصاً في مجتمعات تعاني من عدم وجود ثقافة دولة، وجذور قوية راسخة لها في التاريخ.

فهيم منذر [email protected]