إلى القمة العربية في عمان نتمنى قرارات عقلانية تراعي مصالحنا

TT

عطفاً على الرأي المنشور في صفحة «رأي» بـ«الشرق الأوسط» وفي العدد رقم 8131 بتاريخ 3/3/2001، اطلعت على مادة بعنوان «اليأس ليس هو الحل» للكاتب جون ويتبيك، وانني أعتقد ان هذا الرجل تطرق الى موضوع غاية في الأهمية، وذكر في ما ذكر: ان الولاء القائم الان في الغرب عموماً والولايات المتحدة على وجه الخصوص هو للمال.. ولا شيء سواه. وما دام الحال كذلك فنحن معشر العرب لدينا فرصة لا تعوض ان لم نستغلها جيداً فلا نلم الا أنفسنا، وتمنيت لو أن القادة العرب اطلعوا على هذا العمود القيم الذي قل ودل في آن، وقراءة ما بين سطوره جيداً، قبل قمتهم المرتقبة بعد غد.

اولاً، ان هذا العالم الذي نحن فيه الآن يتطور بمتوالية هندسية، 2، 4، 8، 16 وهكذا، أما نحن في المنطقة العربية فان لم نقل متخلفين فتطورنا بمتوالية حسابية 1، 2، 3، 4 والفرق واضح جداً. وبما أن النفط هو الدم الحقيقي الذي يغذي شريان الحياة على وجه هذه المعمورة، فيقيني ان ذلك لن يدوم طويلاً، فربما فاجأنا عالم مغمور بما يجعلنا نشق الجيوب ونلطم الخدود وندعو بدعاء لن يفيد، أسفاً على ما فرطنا في ما وهبنا به الله من نعمة.

ثمة دول قد يكون عندها سلاح المياه العذبة في منطقتنا العربية لكن ذلك وحده لا يكفي ابداً، حيث ان بامكان هذه الطاقة السيليكونية الجبارة تحلية مياه الأبيض المتوسط خلال سنوات معدودة.

ما أود قوله هو ان نأخذ فرصتنا هذه فنحن في العالم العربي لدينا حصة الأسد في ضخ سائل الحياة في شرايين العالم أجمع.

وهنا لا أتحدث عن مشكلة القدس وفلسطين وحدها، بل اتحدث عن سياسة الغرب واميركا تجاه الشرق الأوسط والعرب خاصة وجميع المسلمين عامة، وانا اتفق مع الكاتب على ان انجع طريقة لنيل حقوقنا هي اتباع سياسة الترغيب والترهيب بمعنى ان يناور القادة العرب بالسلام مع اسرائيل الذي هو خيار استراتيجي ـ لحين ـ عند قيام اسرائيل بتطبيق كل المواثيق الدولية والانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة مقابل العيش معها في سلام واقامة علاقات دبلوماسية معها، لمن أراد بمباركة جميع الدول خلافاً لما يحدث الآن من سياسة «رجل هنا، ورجل هناك» من بعض الدول العربية.

أما الترهيب الذي هو بمثابة ـ الكي كآخر علاج ـ استخدام النفط كسلاح فعال، وحتى لا تتضرر دول بعينها، يجب اقتراح نسبة معقولة يتم بموجبها خفض الانتاج، دورياً شهرياً او كل شهرين، حسب ما يتم الاتفاق عليه، هذا بالتأكيد سيؤثر على بعض الدول المنتجة.

النتيجة ان أسعار هذه المادة سترتفع وفقاً لآلية سوق العرض والطلب وعندها نجد آذاناً صاغية عندما نقول ونطرح قضيتنا، نحن لا نريد ايذاء أحد كائناً من كان لكن نريد حلاً عاجلاً لمشكلتنا هذه، وبعدها سيكون كل شيء على ما يرام.