وقف العنف مقابل وقف الكذب

TT

أمر متوقع ومألوف ان يطالب شارون بوقف الانتفاضة ويصفها بالعنف ثم تردد الحكومة الأميركية نفس كلام شارون، لا تزيد عليه حرفاً ولا تنقص منه حرفاً، ثم تعد بعد وقف الانتفاضة باجراء مفاوضات سلام، واذا نحن قلنا ان البون شاسع والفارق بين وكبير وبين عنف الحجارة وحتى البنادق وعنف الصاروخ والدبابة والمدفع دخلنا في جدل لا ينقطع مع الحكومة الأميركية قبل اسرائيل في أي الوسيلتين أحق بالتسمية بالعنف، لذلك أرى ان نطالب الولايات المتحدة واسرائيل بوقف الكذب مقابل وقف الانتفاضة، لأن اسرائيل تكذب واميركا تصدق، واسرائيل تخلف واميركا تمجد وتثني، فشهادتها جاهزة قبل الحدث لا بعده ولا بناء عليه، لقد انقضت سبع سنوات من التفاوض أظهرت اسرائيل خلالها من فنون الكذب ما يكفي المراوغين والمماطلين المعاصرين، فكيف نوقف الانتفاضة مقابل وعد باستمرار الكذب والمماطلة التفاوضية الأمري اسرائيلية، أي وعد وفت به اسرائيل وأي التزام نفذته خلال هذه السبع سنوات، بل أي قول لم تنكص عنه وأي كلمة تتراجع عنها، ان لدينا نحن العرب مثلاً قديماً عن فن المراوغة واخلاف الوعد صاحبه عرقوب، وظل عرقوب مثلنا الوحيد حتى تفاوضنا مع اسرائيل برعاية اميركا فترحمنا على عرقوب.

لقد صار على اسرائيل ان تكذب وعلى اميركا ان تصدق ولن يعجز اميركا التبرير مهما كان استحالة الكذبة.

ما أجمل ان يشترط العرب وقف الكذب مقابل وقف الانتفاضة.