ديترويت انتفضت قبل باريس

TT

> تعليقا على خبر «فرنسا تستدعي احتياطي الشرطة واحراق السيارات يمتد لبلجيكا»، المنشور بتاريخ 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اقول ان ما يجري في ضواحي العاصمة الفرنسية من اضطراب وشغب، يمكن أن يحدث في أي عاصمة من عواصم العالم. لا بل انه حدث في نيويورك وفي ديترويت في الولايات المتحدة الأميركية، وفي مدن متعددة من أميركا الجنوبية، وتجسد في اعمال مشابهة وأسباب متطابقة، وكان القاسم المشترك واحد: أحزمة من البؤس تلف المدن. وفقر وبطالة، إضافة الى التمييز العرقي والعنصري والاجتماعي تجاه فئات معينة من سكان الضواحي، الذين تبقى صعوبة اندماجهم في مجتمعات المدينة قائمة لأسباب اقتصادية وسيكولوجية ناتجة عن فقرهم ومعاناتهم. أحزمة البؤس هذه، هي اول من يدفع ثمن اي أزمة اقتصادية او كارثة طبيعية. لأن الأزمات تنعكس عليهم بطالة وانحسارا في المساعدات الاجتماعية. أما موت الشخصين الهاربين من ملاحقة الشرطة الفرنسية، فهي مشابهة لاعتداء الشرطة على المواطن الأسود «رودني كينغ» في مدينة ديترويت، لكنها وإن بدت السبب المباشر، الا انها لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير. شوقي ابو عياش [email protected]