السياسة وقوة الغريزة

> تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «رسالة الزمر ومشاركة الضاري... الواقعية تكسب..!»، المنشور بتاريخ 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اقول ان السياسة ومعها العقل السياسي تشتغل في حقل متناقض تماما. فحتى تعريفها فيه اختلاف، والبعض يعتبرها شبيهة بعمل جامع النفايات. وهنا يجب ان تكون ملما بعالم البكتيريا والفيروسات، وكيف تلتهم الاخيرة الاولى. وهناك من يعتبرها هي ما لا يقال . وأخيرا هناك التيار المنتصر، الذي يعتبرها اهتماما بالشأن العام. وهي القاعدة التي تلتقي عليها الدوائر الأمنية والجماهير ومعها سياسيو الشأن العام. وهذه الفصيلة تكون لها الغلبة على الدوام، لارتباطها بتسيير الحياة. كما ان العقل، وكما انتبه لذلك المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه، يشتغل على شاكلة قفل ومفتاح. فالعقل يفتح والسياسي يغلق. وأحيانا حتى الحلول إن وجدت، تكون مرفوضة ممن تمس مصالحه. لذلك يجب ان نميز بين انتصار استمرارية الحياة كمبدأ، وبين استمرارية على النمط، التي يريدها المتصارعون على المواقف والنفوذ الاجتماعي. لأن ارزاق الناس واهتمامهم بمعيشتهم اليومية، في آخر المطاف، اقوى من كل غريزة بشرية أخرى. طيرا الحنفي ـ المغرب [email protected]