ليس دفاعا عن حركة طالبان.. ولكن

TT

يبدو أن البعض منا كمسلمين وعرب تأثر بموجة الإعلام العالمي وقدرته على التأثير في الكثير من الأفكار والقناعات والحقائق، بل ان الإعلام أصبح له تأثير خفي لا يستطيع المتلقي الشعور به حتى ولو كان على درجة من الثقافة والوعي والإدراك.

ما دفعني لكتابة ذلك، مقالة الدكتور تركي الحمد، عن «ردة فعل العالم حول تدمير طالبان للأصنام»، وكأن الدكتور بذلك يريد أن يقنعنا أن إسرائيل تنتظر هذا الحدث على أحر من الجمر، حتى تمارس ما تمارسه الآن مع الفلسطينيين، أو كأن العالم ينتظر ماذا يفعل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقنع شعوب العالم بالطريقة التي يُعامل بها المسلمون.

اعتقد أننا يجب أن نكون أكثر واقعية ومنطقية بتحليل تلك الأحداث التي تمر علينا بشكل شبه يومي، فاليهود منذ نحو خمسين سنة وهم يقتلون الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في فلسطين، وهؤلاء آدميون لهم روح وليسوا أصناماً!!. والشيوعيون ماذا يفعلون بالشيشان الآن والأفغان قبل ذلك، والهندوس ماذا فعلوا بالمسلمين بالهند، وما هو وضع الأقليات المسلمة بالفلبين وجنوب شرق آسيا؟. فالعالم اليوم عالم قوة، القوي فقط هو الذي يفكر ويخطط وينفذ ما يريد، ويقول ما يريد، عبر وسائل الإعلام المختلفة، وقد يصل إلى درجة أنه يستطيع أن يقنع الآخرين بما يفعل!. ولا اعتقد أن ما حصل من طالبان يقدم أو يؤخر بالنسبة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وبالطريقة المبالغ فيها، والتي ذكرها الكاتب وبالتحديد ما ذكره عن مكاسب اليهود.

وأنا هنا، لست مدافعاً عما فعله طالبان أو مهاجماً لما سطره الكاتب، إنما اعتقد أن المبالغة في ردود الفعل العالمية للحدث والتي ربما تؤثر في سمعة المسلمين، والتي ذكرها الكاتب، قضية عفا عليها الزمن ولم يعد لها ما يبررها.