ذهب أسود يشتعل

TT

> تعقيبا على خبر «تشاد تعلن أنها في (حالة حرب) مع السودان بعد هجمات حدودية»، المنشور بتاريخ 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن مَن يراقب الوضع جيداً في الجزء الشمالي من وسط افريقيا، لن تخفى عليه لعبة المصالح الكبرى هناك، ويدرك جيداً أن السودان وتشاد فكا رحى وأدوات صراع ليس إلا، وأن هناك صراعا كبيرا بين الولايات المتحدة وفرنسا على مثلث الذهب الأسود (ليبيا ـ السودان ـ تشاد). فأميركا بعد أن استتب لها الوضع في ليبيا، وعلى وشك ان يحصل ذلك في السودان، تريد مزاحمة فرنسا في تشاد الواعدة بالنفط واليورانيوم. بينما لن تسكت فرنسا على تلك المزاحمة. ولو كان الوضع نابعا من إرادة النظامين في السودان وتشاد ومصلحة شعبيهما، لما أقدمت الخرطوم على الدخول في حالة حرب في هذا الوقت بالذات، حيث لم تزل تلملم جراحها وتتطلع الى الاستقرار والمستقبل. إنها الحرب بالوكالة، فأميركا تستخدم مع حكومة الخرطوم سياسة «العصا والجزرة»، وتريد أن تتسلم بصورة عاجلة، جزءا من ثمن جهودها في تحقيق السلام في السودان. وربما في هذا إجابة عن التساؤل الكبير الذي ظهر وقتها: لماذا تضغط واشنطن على الخرطوم وعلى حليفها قرنق؟ وتهدد دائماً بأن صبرها قد نفد (على استمرار أطول حرب في القارة).

كباشي الضاوي ـ ألمانيا [email protected]